(كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنادَوْا وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) (٣)
(كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ) : هذا القول الكريم أعرب في كثير من السور تراجع الآية السادسة من سورة «الأنعام» والآية الحادية والثلاثون من سورة «يس» وفي القول الكريم وعيد لذوي العزة والشقاق.
(فَنادَوْا) : الفاء استئنافية أو عاطفة على محذوف بمعنى : وقد رأوا العذاب فنادوا بالتوبة أو فدعوا واستغاثوا أي نادوا ربهم ليغيثهم. نادوا : فعل ماض مبني على الفتح المقدر للتعذر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين واتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة.
(وَلاتَ حِينَ مَناصٍ) : الواو استئنافية. لات : حرف نفي يعمل عمل «ليس» واسمها ضمير مستتر يدل عليه الخبر أو يكون اسمها محذوفا تقديره : الحين. وقيل : هي «لا» المشبهة بليس زيدت عليها تاء التأنيث كما زيدت على «رب» و «ثم» للتوكيد فتغير بذلك حكمها حيث لم تدخل إلا على الأحيان ولم يبرز إلا أحد مقتضييها أما الاسم وأما الخبر وامتنع بروزهما جميعا وهذا مذهب الخليل وسيبويه وهي عند الأخفش «لا» النافية للجنس زيدت عليها التاء وخصت بنفي الأحيان واضمروا فيها اسم الفاعل. والمعنى : ليس وقت تأخر وفرار. حين : خبر «لات» منصوب بالفتحة. مناص : مضاف إليه مجرور بالكسرة المنونة وهي بمعنى الملجأ والفرار. وقيل : الأصل : حين مناصهم وقد نزل قطع المضاف إليه من «مناص» منزلة قطعة من «حين» لاتحاد المضاف والمضاف إليه وجعل تنوينه عوضا من الضمير المحذوف ثم بني «الحين» لكونه مضافا إلى غير متمكن. ويوقف على «لات» بالتاء كما يوقف على الفعل الذي يتصل به تاء التأنيث. أما «الكسائي» فيقف عليها بالهاء كما يقف على الأسماء المؤنثة.
(وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقالَ الْكافِرُونَ هذا ساحِرٌ كَذَّابٌ) (٤)
(وَعَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ) : الواو استئنافية. عجبوا : فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة. الواو ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف