بإخوان الصدق فإنهم زينة في الرخاء وعصمة في البلاء» وسمي «الصديق» صديقا لصدقه. وقال الامام علي ـ رضي الله عنه ـ لابنه الحسن : يا بني الغريب من ليس له حبيب. ومن أسماء «الصديق» الخل وهو الود والصديق. وقال «ثعلب» اللغوي : إنما سمي الخليل خليلا لأن محبته تتخلل القلب .. فلا تدع فيه خللا إلا ملأته. وقال لقمان : لا قرين أزين من العقل. وقال عدي بن زيد في أبيات شعر له عن الأصحاب :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه |
|
فكل قرين بالمقارن يقتدي |
إذا كنت في قوم فصاحب خيارهم |
|
ولا تصحب الأردى فتردى مع الردي |
** (وَالَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والثلاثين أي والذي جاء بالقرآن وهو الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وصدق به وهم المؤمنون وقد جاء الفعل «جاء» مفردا على لفظ «الذي» وجاءت الإشارة والضمير والاسم (أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) على معنى «الذي» لأن «الذي» مثل «من» الاسم الموصول وهو مفرد لفظا مجموع معنى أو يكون الجمع على معنى : وصدق به الصديق ـ رضي الله عنه ـ والصحابة الكرام.
(أَفَمَنْ يَتَّقِي بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَقِيلَ لِلظَّالِمِينَ ذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ) (٢٤)
(أَفَمَنْ يَتَّقِي) : الهمزة همزة استفهام. الفاء عاطفة على محذوف. من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وخبره محذوف اختصارا لأنه معلوم من السياق بمعنى هل من يجعل وجهه وقاية له من العذاب كمن أمن العذاب أي كمن هو آمن من كل مكروه سالم من كل سوء لدخوله الجنة. يتقي : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو.
(بِوَجْهِهِ سُوءَ الْعَذابِ) : جار ومجرور متعلق بيتقي والهاء ضمير متصل ـ ضمير الغائب ـ في محل جر بالإضافة. سوء : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. العذاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.
(يَوْمَ الْقِيامَةِ) : مفعول فيه ـ ظرف زمان ـ منصوب على الظرفية وعلامة نصبه الفتحة متعلق بيتقي وهو مضاف و «القيامة» مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة.