** (ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة التاسعة والعشرين. المعنى : بين الله مثلا رجلا عبدا مملوكا يملكه عدد من الشركاء المختلفين المتنازعين لأن «التشاكس» و «التشاخص» هما الاختلاف والتنازع ورجلا عبدا مملوكا ملكية خاصة لرجل لا شريك فيه هل يتساوى هذان العبدان؟ لا. لا يتساويان .. وضرب المثل المراد به : هو تشبيه حال غريبة بحال غريبة أخرى مثلها.
** (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثلاثين .. المعنى الكل سواء ميتون والقول الكريم رد على الذين استبطئوا موت الرسول الكريم ـ صلىاللهعليهوسلم ـ يقال : مات الإنسان ـ يموت ـ موتا ومات ـ يمات .. من باب «خاف» لغة أيضا .. ومت «بكسر الميم أموت .. لغة ثالثة وهي من باب تداخل اللغتين ـ كما يقول الفيومي ـ فهو ميت ـ بتشديد الياء ـ ويأتي «ميت» بسكون الياء تخفيفا وقد جمعهما الشاعر فقال :
ليس من مات فاستراح بميت |
|
إنما الميت ميت الأحياء |
وأما «الحي» فميت بتشديد الياء ـ لا غير وعليه قوله تعالى في الآية المذكورة أي سيموتون ويعدى بالهمزة فيقال : أماته الله .. و «الموتة» أخص من «الموت» ويقال في الفرق : مات الإنسان ونفقت الدابة وتنبل البعير. ومات : يصلح في كل ذي روح وتنبل عند ابن الأعرابي كذلك. وماتت الأرض موتانا ومواتا : بمعنى : خلت من العمارة والسكان فهي موات ـ تسمية بالمصدر ـ وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : يتبع : الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد .. يتبعه أهله وماله وعمله فيرجع أهله وماله ويبقى عمله. ومن معاني الفعل «مات» هو الفعل «توفي» ببنائه للمجهول أي بضم التاء وكسر الفاء يقال : توفي الرجل : بمعنى قبضت روحه ومات فالقابض ـ أي «المتوفي» هو الله تعالى أي اسم فاعل بكسر الفاء والرجل هو المتوفى ـ بفتح الفاء ـ اسم مفعول فأصل الكلام : توفى الله الرجل : أي أماته. يحكى أن أبا الأسود الدؤلي كان يمشي خلف جنازة فقال له رجل : من المتوفي ـ بكسر الفاء ـ فقال : الله تعالى. وكان هذا الجهل أحد الأسباب الباعثة لعلي ـ رضي الله عنه ـ على أن أمره بأن يضع كتابا في النحو يناقض هذه القراءة. وكانت العرب تسمي النوم موتا وتسمي الانتباه حياة.
** (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الحادية والثلاثين .. المعنى ثم إنك يا محمد وإياهم .. فغلب ضمير المخاطب الغائبين في قوله «تختصمون» أي تتجادلون. وجاء الفعل بمعنى «يتنازعون» ويتخاصمون في سور أخرى كما في سورة «الحج» : (هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) أي هذان فريقان مختصمان وهم المؤمنون والكفرة اختلفوا في ذات الله وصفاته.
** (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثانية والثلاثين .. المعنى لا أحد أكثر ظلما ممن كذب على الله فزعم أن له شريكا أو ولدا أو صاحبة. و «الصدق» هو ضد «الكذب» يقال : صدق الرجل في الحديث ـ يصدق ـ صدقا. وهو خلاف كذب والمتصدق ـ بكسر الدال وتشديدها ـ هو الذي يعطي الصدقة .. يقال مررت برجل يسأل ولا تقل : يتصدق والعامة تقوله وإنما المتصدق هو الذي يعطي .. و «المصدق» هو اسم فاعل للفعل «صدق» وقيل : الصديق : هو من صدقك لا من صدقك. قال الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «عليكم