عليّ عليهالسلام ، فألقى إليه بأبيات شعرية ، وقتله.
الرجاء إطلاعي على هذه القصّة بالتفصيل ، وما هي الأبيات الشعرية التي قالها الإمام؟
ج : لقد خرج عمرو بن عبد ودّ العامري في معركة الخندق (الأحزاب) منادياً : هل من مبارز؟ فلم يجبه أحد من المسلمين ، فقال الإمام عليّ عليهالسلام : أنا له يا رسول الله ، فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّه عمرو ، فسكت ، فكرّر عمرو النداء ثانية ، وثالثة ، والإمام عليّ عليهالسلام يقول : أنا له يا رسول الله ، والرسول صلىاللهعليهوآله يجيبه : إنّه عمرو ، فيسكت ، وفي كلّ ذلك يقوم عليّ عليهالسلام فيأمره النبيّ صلىاللهعليهوآله بالثبات ، انتظاراً لقيام غيره من المسلمين ، ولكنّهم كانوا كأنّ على رؤوسهم الطير من شدّة الرعب.
وطال نداء عمرو بطلب المبارزة ، وتتابع قيام أمير المؤمنين عليهالسلام ، فلمّا لم يقدم أحد من الصحابة ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : يا علي ، امضِ لشأنك ، ودعا له ، ثمّ قال : «برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه» (١).
فسعى الإمام عليّ عليهالسلام نحو عمرو حتّى انتهى إليه ، فقال له : يا عمرو ، إنّك كنت تقول : لا يدعوني أحد إلى ثلاث إلّا قبلتها ، أو واحدة منها ، قال : أجل ، قال عليهالسلام : إنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمّداً رسول الله ، وأن تسلم لربّ العالمين».
قال : يا بن أخي أخّر هذا عنّي ، فقال عليهالسلام : أما أنّها خير لك لو أخذتها. ثمّ قال عليهالسلام : ها هنا أُخرى ، قال : وما هي؟ قال عليهالسلام : ترجع من حيث أتيت ، قال : لا تتحدّث نساء قريش عنّي بذلك أبداً ، فقال عليهالسلام : فها هنا أُخرى ، قال : وما هي؟ قال عليهالسلام : أُبارزك وتبارزني.
فضحك عمرو وقال : إنّ هذه الخصلة ما كنت أظنّ أحداً من العرب يطلبها منّي ،
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢٦١ و ٢٨٥ و ١٩ / ٦١.