المصالحة ، وأنّهم السبب في ذلك ، لأنّهم ليس بهم على أهل الشام قوّة ، فسلّم الأمر لمعاوية بقياً على نفسه وعليهم ، وضرب لهم مثلاً من القرآن الكريم بقصّة العالمِ ، الذي خرق السفينة لتبقى لأهلها (كما في سورة الكهف) فهل بعد هذه النصّ ما يحتاج إلى بحث في الجواب عن فائدة الصلح؟
ولعلّ من فوائد الصلح هي كشف حقيقة معاوية للناس الذين كانوا في أيّامه ، والأجيال التي جاءت بعده على طول التاريخ ، ولولا تسليمه الأمر إليه ، ونكثه لما أعطاه من شروط وعهود ، لما كانت تُعرف حقيقة معاوية العدوانية.
ودونك ما تقرأ في الجزء الثالث من كتاب «عليّ إمام البررة» ، فثمّة أقوال جماعة من أعلام أهل السنّة من قدامى ومحدّثين في كشف صفحات معاوية المخزية المخجلة ، وهذا الكشف لولا تسليم الإمام الحسن عليهالسلام الأمر إليه ، لما كان الناس يعرفوا حقيقة معاوية ، فهذا من أعظم المنجزات التي أنجزها الإمام الحسن عليهالسلام ، بأن كشف زيف الباطل وعرّف الناس حقيقة معاوية وبني أُمية.