أجابه الإمام عليهالسلام : «علّة مصالحتي لمعاوية علّة مصالحة رسول الله صلىاللهعليهوآله لبني ضمرة ، وبني أشجع ، ولأهل مكّة حين انصرف من الحديبية ، أُولئك كفّار بالتنزيل ، ومعاوية وأصحابه كفّار بالتأويل» (١).
٤ ـ قال له رجل : لماذا صالحت؟ فأجابه عليهالسلام : «إنّي خشيت أن يجتثّ المسلمون على وجه الأرض ، فأردت أن يكون للدين ناع».
صلح الإمام الحسن عليهالسلام كشف حقيقة معاوية
س : ما فائدة صلح الإمام الحسن عليهالسلام؟
ج : لقد أجاب الإمام الحسن عليهالسلام قبل أكثر من ألف عام حينما أُثير السؤال نفسه وبتحوير ، لماذا صالحت معاوية؟ ونحو ذلك ، فقد روى لنا الإمام الصادق عليهالسلام ـ كما في وصيّته لمحمّد بن النعمان الأحوال المعروف بمؤمن الطاق ـ قال عليهالسلام : «اعلم إنّ الحسن بن علي عليهالسلام لمّا طُعن واختلف الناس عليه ، سلّم الأمر لمعاوية ، فسلّمت عليه الشيعة : عليك السلام يا مذلّ المؤمنين ، فقال عليهالسلام : ما أنا بمذلّ المؤمنين ، ولكنّي معزّ المؤمنين ، إنّي لمّا رأيتكم ليس بكم عليهم قوّة سلّمت الأمر ، لأبقى أنا وأنتم بين أظهرهم ، كما عاب العالم السفينة لتبقى لأصحابها ، وكذلك نفسي وأنتم لنبقى بينهم» (٢).
أرجو الانتباه جيّداً إلى هذا النصّ ، فهو وثيقة تاريخية صحيحة السند تامّة الدلالة ، فإنّ الشيعة سلّمت عليه سلام وداعلا سلام ابتداء ، إذ قدّمت الخبر على المبتدأ ، وهذا يعني أنّهم في منتهى اليأس والقنوط.
ولولا أنّ الإمام الحسن عليهالسلام تداركهم بلطفه وعطفه فأبان لهم وجه الحكمة في
__________________
١ ـ علل الشرائع ١ / ٢١١ ، الطرائف : ١٩٦.
٢ ـ تحف العقول : ٣٠٨.