فساير عليهالسلام قومه ، واختار ما اختاروه من الصلح ، فصالح كارهاً كما قبل أبوه عليهالسلام التحكيم من قبل وهو كاره له.
ومنها : إنّ إرادة الله تعالى ومشيئته اقتضت أن يصالح الإمام الحسن عليهالسلام معاوية ، وأن يثور الإمام الحسين عليهالسلام على يزيد ، ولن يرضى بمصالحته.
ويظهر من مراجعة كلمات الإمام الحسن عليهالسلام ، التي أجاب بها على مَن اعترض عليه بعد الصلح أنّه عليهالسلام أراد صلاح الأُمّة الإسلامية ـ كما أراد ذلك الإمام الحسين عليهالسلام عند خروجه على يزيد ، حيث قال : «وإنّما خرجت لطلب الإصلاح في أُمّة جدّي» (١) ـ وإليك بعض هذه النصوص :
١ ـ قال له رجل : بايعت معاوية ، ومعك أربعون ألفاً ، ولم تأخذ لنفسك وثيقة ، وعهداً ظاهراً؟
فقال له : «إنّي لو أردت بما فعلت الدنيا لم يكن معاوية بأصبر منّي عند اللقاء ، ولا أثبت عند الحرب منّي ، ولكنّي أردت صلاحكم» (٢).
٢ ـ قال له رجل آخر : يا ابن رسول الله ، لوددت أن أموت قبلما رأيت أخرجتنا من العدل إلى الجور.
فقال له الإمام عليهالسلام : «إنّي رأيت هوى معظم الناس في الصلح ، وكرهوا الحرب ، فلم أحبّ أن أحملهم على ما يكرهون ، فصالحت ...» (٣).
٣ ـ قال له ثالث : لم هادنت معاوية وصالحته وقد علمت أنّ الحقّ لك دونه ، وأنّ معاوية ضالّ باغ؟
__________________
١ ـ لواعج الأشجان : ٣٠.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ١٦ / ١٥.
٣ ـ الأخبار الطوال : ٢٢٠.