فمَن هو المميت؟ ومَن هو المزيل؟ إنّه ذلك الذي له القدرة على فناء مخلوقاته ، وهو الله تعالى.
هذه أدلّة خمسة ، من بين الأدلّة العقلية الكثيرة التي تدعم الإيمان الفطري بوجود الله تعالى.
وأمّا كيف وُجِد؟ وأين وُجِد؟ فذلك ممّا حرّم الشرع الخوض فيه ، بل ولا يمكن للعقل إدراكه.
وأفضل كتاب نشير إليه ونعتقد أنّه يستوعب هكذا أسئلة هو كتاب هو كتاب «الإلهيات» للشيخ السبحاني ، وكتاب «العقائد الحقّة» للسيّد علي الحسيني الصدر فليُراجعا.
لماذا يُعذّب الله تعالى المسلمين؟
س : كيف يُعذّب الله المسلمين بالنار وهو الرحمن الرحيم؟ وكيف تكون النار رحمة للناس وتطهيراً؟
ج : إنّ الإنسان ميّال إلى اللهو واللعب والراحة ، فلو خُلّي وطبعه زاغ عن جادّة الحقّ والصواب التي رسمها الله تعالى له ، وخصّه بها ودعاه إليها بانتخابه واختياره ، فمن أجل أن يسوقه إليها بلّغه على لسان أنبيائه بوعده ووعيده ؛ تحفيزاً له لنيل الثواب وتجنّب العقاب ، وبالتالي بلوغ السعادة المرجوّة.
ومن هنا يُعلم أنّ عقوبة الله تعالى للإنسان غير مقصودة بالذات ، لأنّ رحمته تعالى سبقت غضبه وانتقامه ، بل هي وسيلة لتحقّق ما يُصلِح الإنسان وينفعه في الدنيا والآخرة ، عبر الالتزام بأوامر الله تعالى ، والانتهاء عن نواهيه ، قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُم (١).
__________________
١ ـ الأنفال : ٢٤.