الكهرباء والصاروخ والطائرة تدلّ على عدم الإله؟
القمر الاصطناعي ليس إلّا كالسكّين الحجري الذي يقولون عنه : صنعه الإنسان البدائي ، لا يرتبط هذا ولا ذاك بالإله نفياً أو إثباتاً.
ولنا أن نقول : نفرض أنّ الإله موجود ، فما كان حال القمر الاصطناعي؟ بل : القمر الاصطناعي الذي تُصرف عليه ملايين ، ويجهد في صنعه أُلوف من العلماء ، ثمّ لا ينفع إلّا ضئيلاً ، أدلّ على وجود الإله ، إذ كيف هذا له صانع ، وليس للقمر المنير صانع؟!
إنّ مَن يطلب منّا الإذعان بعدم الإله للكون ، ثمّ هو لا يُذعن بعدم الصانع للطائرة ، مثله كمَن يطلب من شخص أنّ يقول بعدم بانٍ لقصرٍ مشيّدة ، ثمّ هو لا يقول بعدم صانعٍ لآخر.
عالم وملحد :
قال الملحد : الحواس خمسة : الباصرة ، السامعة ، الذائقة ، اللّامسة ، الشامّة ، وكلّ شيء في العالم لا بدّ وأن يُدرك بإحدى هذه الحواس :
فالألوان والأشكال والحجوم ، تُدرك بالباصرة.
والأصوات والألحان والكلام ، تُدرك بالسامعة.
والطعوم والمذوقات والأطعمة ، تُدرك بالذائقة.
والخشونة واليبوسة والرطوبة والحرارة ، تُدرك باللّامسة.
والروائح والمشمومات والعطريات ، تُدرك بالشامّة.
فمن أين نُثبت وجود الله؟ والحال أنّا لم نره ، ولم نسمع صوته ، ولم نذق طعمه ، ولم نلمس جسمه ، ولم نشمّ ريحه؟
فصنع العالِم كرتين ، إحداهما من حديد ، والأُخرى من خشب ، وصبغهما ، ثمّ أتى بهما إلى الملحد ، وقال : أنا أخبرك بأنّ إحدى هاتين الكرتين حديد والأُخرى خشب ، أُنظر وعيّن. نظر الملحد ، وعجز عن التعيين بالنظر.