قال العالم : فأصغ وعيّن. أصغى الملحد ، وعجز عن التعيين بالسمع.
قال العالم : ذق وعيّن. ذاق الملحد ، وعجز عن التعيين باللسان.
قال العالم : اشمم وعيّن. شمّ الملحد ، وعجز عن التعيين بالأنف.
قال العالم : ألمس وعيّن. لمس الملحد ، وعجز عن التعيين باللمس.
ثمّ وضعهما العالم في يد الملحد ، وحينذاك أدرك أنّ الأثقل الحديد ، فقال : هذا هو الحديد ، وهذا الأخفّ هو الخشب.
قال العالم : مَن أخبرك أنّ الأثقل الحديد ، والأخفّ الخشب؟
قال الملحد : عقلي هو الذي أرشدني إلى ذلك.
قال العالم : فليست المعلومات منحصرة بالحواسّ الخمس ، وإنّ للعقل حصّة مهمّة من العلوم ، والله تعالى الذي نقول به إنّما هو معلوم للعقل ، وان لم يكن مدركاً بالحواس.
فانقطع الملحد ، ولم يحر جواباً!
طالب وزميل :
قال الطالب : لا وجود لله إطلاقاً.
الزميل : مَن أين تقول هذا؟ ومَن علّمك؟
الطالب : أمّا مَن علّمني؟ فما أنت وهذا؟ وأنّا لا أتحاشى من أن أقول : إنّ المدرسة هي التي أوحت إليَّ بهذه الفكرة ، وإنّي شاكر جدّاً لها ، حيث أنقذتني من التقاليد إلى سعة العلم.
وأمّا من أين أقول؟ فلأنّي لم أرَ الله ، وكلّ غير مرئي لا وجود له.
الزميل : إنّي لا أُريد أن أُناقشك في دليلك الآن ، لكن أقول : هل ذهبت إلى الكواكب؟ هل ذهبت إلى القطب؟ هل ذهبت إلى قعر البحار؟
الطالب : كلّا!