الزميل : فإذا قال لك قائل : إنّ الله تعالى في الكواكب ، أو في قعر البحر ، أو في القطب ، فبماذا كنت تجيبه؟
فكّر الطالب ملياً ولم يحر جواباً.
فقال الزميل : إنّ من الجهل أن ينكر الإنسان شيئاً لم يره ، أو لم يسمع به ، وأنّه لجهل مفضوح.
كان بعض الناس قبل اختراع السيارة والطائرة والراديو والتلفون والتلفاز والكهرباء ، إذا حُدّثوا بها أقاموا الدنيا وأقعدوها إنكاراً واستهزاءً على القائل بها ، وكانوا يجعلون كلامه مثار ضحك وسخرية!! فهل كان لهم الحقّ في ذلك؟
كانوا يقولون : لم نرَ هذه الأشياء.
وأنت مثلهم تقول : لم أرَ الله.
الطالب : أشكرك جدّاً على هذه اللفتة العلمية ، وإنّي شاكر لك ، حيث أخرجتني عن خرافة غرسها في ذهني معلّم جاحد منذ دخلت المدرسة ، مفادها أنّ الله طالما لم نره يجب علينا إنكاره ، والآن فهمت الحقيقة.
مؤمن ومنكر :
كان عليّ وجميل يتناظران في وجود الله تعالى ، فكان عليّ يسرد الأدلّة على الإثبات ، وجميل يردّها ، أو لا يقبلها.
ولمّا طالت المجادلة بينهما ، قال علي : إنّ في جارنا من علماء الدين اسمه أحمد ، فهلمّ بنا نذهب إليه ونجعله حكماً فيما بيننا.
قبل جميل مقالة عليّ على كره ؛ لأنّه كان يتصوّر أن لا حجّة لمن يقول بوجود الله إلّا التقليد. وذهبا معاً إلى دار العالم للاحتكام إليه ، وبعد أن استقرّ بهما المجلس ، قال العالم : خير إن شاء الله؟
جميل : إنا وصديقي عليّ تباحثنا حول وجود الله ، ولم يتمكّن عليّ من الإثبات ، أو