فنجد الصحابي الجليل عمّار بن ياسر يعمل بالتقية ، والنبيّ صلىاللهعليهوآله يمضي عمله ، ويجوّز له العمل بها.
وقد اشتهر في كتب التفسير أنّ هذه الآية نزلت في عمّار بن ياسر الذي عُذّب في الله ، حتّى ذكر آلهة المشركين ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآله : «إن عادوا فعد» (١).
وهناك آيات أُخرى دالّة بالصراحة ، أو بالضمن على التقية :
١ ـ لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللهِ فِي شَيْءٍ إلّا أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ (٢).
٢ ـ وانظر : الكهف : ١٩ ، ٣ ـ الأنعام : ١١٩ ، ٤ ـ البقرة : ١٩٥ ، ٥ ـ الحجّ : ٧٨ ، ٦ ـ فصّلت : ٣٤.
الدليل الثاني : السنّة
إنّ الروايات الدالّة على جواز التقية كثيرة ، منها :
١ ـ سُئل الإمام الصادق عليهالسلام عن التقية؟ فقال : «التقيّة من دين الله» ، قلت : من دين الله؟
قال : «إي والله من دين الله ، ولقد قال يوسف : أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ، والله ما كانوا سرقوا شيئاً ، ولقد قال إبراهيم : إِنِّي سَقِيمٌ ، والله ما كان سقيماً» (٣).
وهناك أحاديث كثيرة بهذا المضمون.
٢ ـ أخرج البخاري من طريق قتيبة بن سعيد ، عن عروة بن الزبير ، أنّ عائشة أخبرته ،
__________________
١ ـ المستدرك ٢ / ٣٥٧ ، السنن الكبرى للبيهقي ٨ / ٢٠٨ ، فتح الباري ١٢ / ٢٧٨ ، شرح نهج البلاغة ١٠ / ١٠٢ ، جامع البيان ١٤ / ٢٣٧ ، أحكام القرآن للجصّاص ٢ / ١٣ و ٣ / ٢٤٩ ، الجامع لأحكام القرآن ١٠ / ١٨٠ ، تفسير القرآن العظيم ٢ / ٦٠٩ ، الدرّ المنثور ٤ / ١٣٢.
٢ ـ آل عمران : ٢٨.
٣ ـ الكافي ٢ / ٢١٧ ، المحاسن ١ / ٢٥٨.