نفسه ، وصدّق بما جاء عن رسول الله صلىاللهعليهوآله والأئمّة الهداة المهديين من حجبه عن الناس ، وغيبته مدّة محدّدة ، أو أنّ ظهوره بيد الله تعالى ، وليس لأحدٍ من الخلق رأي في ذلك ، وإن مثله كمثل الساعة فإنّها آتية لا ريب فيها.
٣ ـ عدم بيعته لظالم.
ومن الأسباب التي ذُكرت لاختفاء الإمام عليهالسلام أن لا تكون في عنقه بيعة لظالم ، فعن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال عن أبيه ، عن الإمام الرضا عليهالسلام أنّه قال : «كأنّي بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي كالنعم يطلبون المرعى فلا يجدونه ، قلت له : ولِمَ ذلك يا بن رسول الله؟ قال صلىاللهعليهوآله: «لأنّ إمامهم يغيب عنهم ، فقلت : ولِمَ؟ لئلّا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف» (١).
وأعلن الإمام المهدي عليهالسلام ذلك بقوله : «إنّه لم يكن لأحد من آبائي عليهمالسلام إلّا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، وإنّي أخرج حين أخرج ، ولا بيعة لأحدٍ من الطواغيت في عنقي» (٢).
هذه بعض الأسباب التي عُلّلت بها غيبة الإمام المنتظر عليهالسلام ، وأكبر الظنّ أنّ الله تعالى قد أخفى ظهور وليّه المصلح العظيم لأسباب أُخرى أيضاً لا نعلمها إلّا بعد ظهوره عليهالسلام.
عدم خلوّ الأرض من حجّة لا يناقض الغيبة
س : ورد في الروايات : عدم خلوّ الأرض من حجّة ، وأنّه لولا الحجّة لساخت الأرض بأهلها.
__________________
١ ـ علل الشرائع ١ / ٢٤٥ ، عيون أخبار الرضا ٢ / ٢٤٧.
٢ ـ كمال الدين وتمام النعمة : ٤٨٥ ، الغيبة للطوسي : ٢٩٢.