هذا كلّه بالنسبة إلى مَن لعنهم المولى تعالى في كتابه الكريم ، وهناك أصناف أُخر لعنهم في كتابه فراجع.
وأمّا بالنسبة إلى مَن لعنهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقد لعن كلّ مَن تخلّف عن جيش أُسامة (١).
ولعن أيضاً معاوية وأباه وأخاه بقوله صلىاللهعليهوآله : «اللهم العن القائد والسائق والراكب» ، فالراكب هو أبو سفيان ، ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق (٢).
ولعن صلىاللهعليهوآله عمرو بن العاص بقوله : «اللّهمّ إنّ عمرو بن العاص هجاني ، وقد علم أنّي لست بشاعر ، فالعنه واهجه عدد ما هجاني» (٣).
كما أنّه صلىاللهعليهوآله لعن آخرين ، ومن هنا جاز لنا أن نلعن مَن لعنه النبيّ صلىاللهعليهوآله.
ثمّ على فرض عدم جواز لعن بعض الصحابة ، فلماذا بعض الصحابة والتابعين لعنوا بعض أكابر الصحابة؟ من قبيل معاوية ابن أبي سفيان ، فإنّه لعن أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام مدّة أربعين سنة من على المنابر ، مع أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله قال في عليّ عليهالسلام : «مَن سبّ عليّاً فقد سبّني» (٤).
وقال صلىاللهعليهوآله أيضاً : «مَن أحبّ عليّاً فقد أحبّني ، ومَن أبغض عليّاً فقد أبغضني ، ومَن آذى عليّاً فقد آذاني ، ومَن آذاني فقد آذى الله عزّ وجلّ» (٥).
كما بالغ مروان بن الحكم في سبّ الإمام عليّ عليهالسلام ولعنه وانتقاصه ، حتّى امتنع الإمام
__________________
١ ـ الملل والنحل ١ / ٢٣ ، شرح نهج البلاغة ٦ / ٥٢ ، السقيفة : ٧٧.
٢ ـ وقعة صفّين : ٢٢٠.
٣ ـ الجامع لأحكام القرآن ٢ / ١٨٨ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٦ / ١١٨.
٤ ـ مسند أحمد ٦ / ٣٢٣ ، ذخائر العقبى : ٦٦ ، المستدرك ٣ / ١٢١ ، مجمع الزوائد ٩ / ١٣٠ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ١٣٣ ، خصائص أمير المؤمنين : ٩٩ ، الجامع الصغير ٢ / ٦٠٨ ، فيض القدير ٦ / ١٩٠ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٩١.
٥ ـ ذخائر العقبى : ٦٥ ، الجوهرة : ٦٦.