فيما وراءه معمولاً به.
ثمّ الإجماع دلّ على أنّ محمّداً صلىاللهعليهوآله كان أفضل من سائر الأنبياء عليهمالسلام ، فيلزم أن يكون علي عليهالسلام أفضل من سائر الأنبياء.
وأمّا المساواة بين أمير المؤمنين والنبيّ من السنّة ، فهناك أدلّة كثيرة ، وأحاديث صحيحة معتبرة ، متّفق عليها بين الطرفين ، صريحة في هذا المعنى ـ أي في أنّ أمير المؤمنين والنبيّ متساويان ـ إلّا في النبوّة والأفضلية.
من تلك الأحاديث ، حديث النور : «كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله تعالى ، قبل أن يُخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق الله آدم قسّم ذلك النور جزأين ، فجزء أنا ، وجزء عليّ بن أبي طالب» (١).
فهما مخلوقان من نور واحد ، ولمّا كان رسول الله صلىاللهعليهوآله أفضل البشر مطلقاً ، فعليّ كذلك ، فهو أفضل من جميع الأنبياء.
الوجه الثاني : تشبيه أمير المؤمنين عليهالسلام بالأنبياء السابقين.
ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآله قوله : «مَن أراد أن ينظر إلى آدم في علمه ، وإلى نوح في فهمه ، وإلى إبراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده ، وإلى موسى ابن عمران في بطشه ؛ فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب» (٢).
فهذا الحديث يدلّ على أفضلية أمير المؤمنين من الأنبياء السابقين ، بلحاظ أنّه قد اجتمعت فيه ما تفرّق في أُولئك من الصفات الحميدة ، ومن اجتمعت فيه الصفات المتفرّقة في جماعة ، يكون هذا الشخص الذي اجتمعت فيه تلك الصفات أفضل من تلك الجماعة.
__________________
١ ـ نظم درر السمطين : ٧ و ٧٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٦٧.
٢ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٣١٣ ، مناقب الخوارزمي : ٨٣.