الوجه الثالث : كون الإمام عليّ عليهالسلام أحبّ الخلق إلى الله مطلقاً بعد النبيّ ، وهذا ما دلّ عليه حديث الطير : «اللّهمّ ائتني بأحبّ الخلق إليك ، يأكل معي هذا الطير» (١).
وإذا كان عليّ عليهالسلام أفضل الخلق إلى الله تعالى ، فيكون أفضل من الأنبياء عليهمالسلام.
تفضيل الأئمّة عليهمالسلام على الأنبياء ما عدا نبيّنا صلىاللهعليهوآله
س : على أيّ أساس أو بماذا يمتاز الأئمّة عليهمالسلام على الأنبياء دون النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآله؟
وهل يختلف علمائنا حول أفضليتهم؟ بأيّ كتاب تنصحوننا نقتنيه يبحث هذا الموضوع؟
ج : الذي عليه أكثر علمائنا المتأخّرين : أنّ الأئمّة الاثني عشر عليهمالسلام أفضل من جميع الأنبياء عليهمالسلام ، حتّى أُولي العزم ، والدليل عليه وجوه.
الأوّل : ما رواه المفضّل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : «إنّ الله تبارك وتعالى خلق الأرواح قبل الأجساد بألفي عام ، فجعل أعلاها وأشرافها أرواح محمّد وعلي والحسن والحسين والأئمّة عليهمالسلام ، فعرضها على السماوات والأرض والجبال فغشيها نورهم.
فقال الله تبارك وتعالى للسماوات والأرض والجبال : هؤلاء أحبّائي وأوليائي وحججي على خلقي ، وأئمّة برّيتي ، ما خلقت خلقاً هو أحبّ إليّ منهم ، ولمن تولاّهم خلقت جنّتي ، ولمن خالفهم وعاداهم خلقت ناري ... فلمّا اسكن الله عزّ وجلّ آدم وحوّاء الجنّة ... فنظرا إلى منزلة محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة بعدهم عليهمالسلام فوجداها أشرف منازل أهل الجنّة ، فقالا : ... فقال جلّ جلاله : لولاهم ما
__________________
١. الجامع الكبير ٥ / ٣٠٠ ، البداية والنهاية ٧ / ٣٩٠ ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٣٠ ، المعجم الأوسط ٢ / ٢٠٧ و ٦ / ٩٠ و ٧ / ٢٦٧ ، تاريخ بغداد ٩ / ٣٧٩.