وعليه فعيد الغدير من الأعياد الإسلامية الكبرى ، لأنّه المتمّم لمفاهيم عيدي الفطر والأضحى ، إذ بعيد الفطر يتميّز الصائمون من غيرهم ، وبعيد الأضحى يتميّز الحجّاج ، ومن يعظّمون الحجّ عن غيرهم ، وبعيد الغدير يتميّز مَن يقدّس هذين العيدين بأبعادهما الإسلامية كاملة.
الغدير أحد الأدلّة على إمامة عليّ عليهالسلام
س : لقد ناقشت أحد إخواننا السنّة حول قضية الغدير ، والتي صرّح فيها الرسول صلىاللهعليهوآله بالولاية لعليّ عليهالسلام ، فأجابني : بأنّ الموقف كان بيان من الرسول ليوضّح منزلة عليّ عليهالسلام منه وحبّه ، والسبب الوحيد هو ليزيل ما في قلوب بعض الصحابة عليه ، ولو أراد خلافته فلم لم يصرّح بوضوح ، كأن يقول : يا أيّها الناس إنّ عليّاً إمامكم من بعدي ، وقد فرض الله طاعته عليكم.
الرجاء إعطائي جواباً شافياً مع الشكر الجزيل.
ج : قد صرّح رسول الله صلىاللهعليهوآله بإمامة أمير المؤمنين عليهالسلام من بعده في عدّة أحاديث ، من بداية الدعوة الإسلامية وإلى يوم الغدير ، ومن تلك الأحاديث :
١ ـ حديث الدار : عن عليّ بن أبي طالب عليهالسلام «أنّه لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله صلىاللهعليهوآله وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ ، دعاني رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقال لي : يا عليّ ... إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوه» (٢) ، فهل تجد أصرح من هذه العبارة؟
__________________
١ ـ الشعراء : ٢١٣.
٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٦٣ ، جامع البيان ١٩ / ١٤٩ ، شواهد التنزيل ١ / ٤٨٦ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٩.