الكريمة ، ولكونه عليهالسلام صاحبهم وقائدهم ، ومالك أُمورهم سمّي أبا تراب ... ، أو لأنّه وصف به على جهة المدح لا على ما يزعمه النواصب لعنهم الله حيث كانوا يصفونه عليهالسلام به استخفافاً ، فالمراد في الآية : يا ليتني كنت أبا ترابياً» (١).
معنى الأنزع البطين
س : هل صحيح أنّ أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام كان أصلعاً وبديناً ، كما يُروى في الكتب؟ قرأت هذا في وصفه بعدّة كتب من كتبنا ، ولكن لم يستوعب عقلي ذلك.
أرجو منكم الإفادة ، سائلاً المولى تعالى أن يوفّقكم لما فيه مصلحة دين الله الحقّ ، وهو مذهب أهل البيت عليهمالسلام.
ج : من ألقاب الإمام عليّ عليهالسلام المعروفة : الأنزع البطين.
وقد فسّر البعض هذه الكنية على ظاهره اللغوي ، ولكنّ التفسير الصحيح لها : إنّ الأنزع كناية عن امتناع الشرك فيه ، والبطين كناية عن كثرة العلم والإيمان واليقين ، لا ضخامة البطن ، والدليل على ذلك روايات كثيرة ، وردت في كتب الفريقين في هذا المجال.
منها : قوله صلىاللهعليهوآله : «يا علي ، إنّ الله قد غفر لك ولذرّيتك ، ولشيعتك والمحبّي شيعتك ، والمحبّي محبّي شيعتك ، فابشر فإنّك الأنزع البطين ، منزوع من الشرك ، مبطون من العلم» (٢).
وهذا التفسير ينسجم مع زهد الإمام عليهالسلام وأقواله ، حيث قال : «ولكن هيهات أن يغلبني هواي ، ويقودني جشعي إلى تخيّر الأطعمة ـ ولعلّ بالحجاز أو باليمامة مَن لا طمع
__________________
١ ـ بحار الأنوار ٣٥ / ٥١.
٢ ـ عيون أخبار الرضا ١ / ٥٢ ، مسند زيد بن علي : ٤٥٦.