له في القرص ، ولا عهد له بالشبع ـ أو أبيت مبطاناً وحولي بطون غرثى ، وأكباد حرّى ، أو أكون كما قال القائل :
وحسبك عاراً أن تبيت ببطنة |
|
وحولك أكباد تحنّ إلى القدّ |
أأقنع من نفسي بأن يقال : هذا أمير المؤمنين ، ولا أشاركهم في مكاره الدهر؟ أو أكون أسوة لهم في جشوبة العيش؟ فما خُلقت ليشغلني أكل الطيّبات ، كالبهيمة المربوطة همّها علفها ، أو المرسلة ، شغلها تقمّمها ، تكترش من أعلافها ، عمّا يُراد بها ، أو أُترك سدى ...» (١).
منزلة الإمام عليهالسلام عند الله ورسوله
س : ما هي منزلة الصحابي عليّ عندكم؟ وهل هي بمنزلة أي صحابي آخر؟ أم أنّ له منزلة أُخرى؟ فإن كان الجواب بنعم ، فنريد أن نعرف السبب؟
ج : نحن نعتقد أنّ منزلة الصحابي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام عند الله تعالى وعند رسوله صلىاللهعليهوآله تختلف عن منزلة بقية الصحابة ، وذلك :
أوّلاً : إنّه خليفة النبيّ صلىاللهعليهوآله بالنصّ ، بخلاف الآخرين ، كما جاء في حديث الدار ـ «إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا» (٢) ـ وأحاديث أُخرى كثيرة.
وثانياً : إنّ منزلته من النبيّ صلىاللهعليهوآله كمنزلة هارون من موسى ، كما رأينا في حديث
__________________
١ ـ شرح نهج البلاغة ١٦ / ٢٨٧.
٢ ـ تاريخ الأُمم والملوك ٢ / ٦٢ ، شرح نهج البلاغة ١٣ / ٢١١ ، جامع البيان ١٩ / ١٤٩ ، شواهد التنزيل ١ / ٤٨٦ ، تفسير القرآن العظيم ٣ / ٣٦٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ / ٤٩ ، السيرة النبوية لابن كثير ١ / ٤٥٩.