كالأوّل. وروي أنّ قوله : (أم من هو قانت آناء اللّيل ساجدا وقائما) نزلت في عثمان ابن عفّان رضي الله عنه (١).
وقوله تعالى : و (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ؛) أي لا يستوي العالم والجاهل ، فكذلك لا يستوي المطيع والعاصي ، (إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ) (٩) ؛ أي يتّعظ بمواعظ الله ذوو العقول من الناس.
وقال مقاتل : (نزلت هذه الآية في عمّار بن ياسر وأبي حذيفة بن المغيرة المخزوميّ. (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ) يعني عمّار (وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) يعني أبا حذيفة).
وعن ابن عبّاس ؛ أنّه قال : (من أحبّ أن يهوّن عليه الموقف يوم القيامة ، فليره الله ساجدا في سواد اللّيل (٢) ساجدا أو قائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) (٣).
قوله تعالى : (قُلْ يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ ؛) أي أطيعوه واجتنبوا معاصيه ، وتمّ الكلام ثم قال : (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هذِهِ الدُّنْيا ؛) أي وحّدوا الله وأحسنوا العمل ، (حَسَنَةٌ ؛) يعني الجنّة.
قوله تعالى : (وَأَرْضُ اللهِ واسِعَةٌ ؛) أي ارحلوا من مكّة ، وهذا حثّ لهم على الهجرة من مكّة إلى حيث يأمنون ، فيه بيان أنه لا عذر لأحد في ترك طاعة الله تعالى لكونه بأرض لا يتمكّن فيها من ذلك.
__________________
(١) أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير الكبير : الحديث (١٨٣٧٨) عن يحيى البكاء أنه سمع ابن عمر قرأ الآية ، ثم قال : (ذلك عثمان بن عفّان رضي الله عنه) وفسّر ابن أبي حاتم قوله : (وإنّما قال ابن عمر ذلك ؛ لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان باللّيل وقراءته).
(٢) كرر الناسخ (ساجِداً) والسياق لا يقتضيها.
(٣) بمعناه ذكره الطبري تفسيرا في جامع البيان : مج ١٢ ج ٢٣ ص ٢٤٠ ، ونقله مختصرا بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما في الأثر (٢٣١٦٣). وأخرجه ابن أبي حاتم في التفسير الكبير مختصرا : الأثر (١٨٣٧٩).