قوله تعالى : (لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) (٤) ظاهر المعنى.
وقوله تعالى : (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ ؛) أي تكاد كلّ سماء تشقّق فوق التي تليها من قول المشركين : اتّخذ الله ولدا ، ومن استعظام كفر أهل الأرض مع عظم نعم الله تعالى عليهم.
قوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ؛) أي ينزّهون الله عن القول الذي تكاد السّموات يتفطّرن منه ، (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلا إِنَّ اللهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (٥) ؛ لأوليائه وأهل طاعته.
وقوله تعالى : (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ ؛) يعني كفار مكّة اتّخذوا آلهة فعبدوها من دون الله ، وقوله تعالى : (اللهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ ؛) أي الله حفيظ على أعمالهم ليجازيهم بها ، (وَما أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ) (٦) ؛ أي لم يوكّلك حتى تؤخذ بهم وتعاقب بمخالفتهم.
قوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها ؛) أي كما أنزلنا على من قبلك بلسان قومهم أنزلنا عليك قرآنا بلغة العرب لتخوّف به أمّ القرى وهي مكّة ، سمّيت أمّ القرى لأنّ الأرض دحيت من تحتها. وقوله تعالى : (وَمَنْ حَوْلَها) أي لتنذر أهل أمّ القرى ومن حولها من البلدان ، وقيل : يعني قرى الأرض كلّها.
قوله تعالى : (وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ ؛) وهو يوم القيامة ، يجمع الله فيه الأوّلين والآخرين ، وأهل السموات وأهل الأرض ، (لا رَيْبَ فِيهِ ؛) أي لا شكّ في الجمع فيه أنه كائن ، ثم بعد الجمع يتفرّقون كما قال الله تعالى : (فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (٧) ؛ أي طائفة من أهل الجمع وهم المؤمنون يساقون إلى الجنّة يتنعّمون ويتمتعون ، وطائفة يساقون إلى النار ذات الوقود وهم الكفّار فيها يعذبون.