(قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ (٣٢) إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ (٣٣) ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٣٤) إِذْ قالَتِ امْرَأَتُ عِمْرانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (٣٥)
معرفته ودوام خشيته ودوام اشتغال القلب به وبذكره ودوام الأنس به ، وقيل هي اتباع النبيّ عليهالسلام في أقواله وأفعاله وأحواله إلا ما خصّ به ، وقيل علامة المحبة أن يكون دائم التفكير ، كثير الخلوة ، دائم الصمت ، لا يبصر إذا نظر ، ولا يسمع إذا نودي ، ولا يحزن إذا أصيب ، ولا يفرح إذا أصاب ، ولا يخشى أحدا ولا يرجوه (وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ).
٣٢ ـ (قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ) قيل هي علامة المحبة (فَإِنْ تَوَلَّوْا) أعرضوا عن قبول الطاعة ، ويحتمل أن يكون مضارعا أي فإن تتولوا (فَإِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ الْكافِرِينَ) أي لا يحبّهم.
٣٣ ـ (إِنَّ اللهَ اصْطَفى) اختار (آدَمَ) أبا البشر (وَنُوحاً) شيخ المرسلين (وَآلَ إِبْراهِيمَ) إسماعيل وإسحاق وأولادهما (وَآلَ عِمْرانَ) موسى وهارون هما ابنا عمران ابن يصهر ، وقيل عيسى ومريم بنت عمران بن ماثان ، وبين عمرانين (١) ألف وثمانمائة سنة (عَلَى الْعالَمِينَ) على عالمي زمانهم.
٣٤ ـ (ذُرِّيَّةً) بدل من آل إبراهيم وآل عمران (بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) مبتدأ وخبره في موضع النصب صفة لذرية ، يعني أنّ الآلين ذرية واحدة متسلسلة بعضها متشعب من بعض ، موسى وهارون من عمران ، وعمران من يصهر ، ويصهر من قاهث ، وقاهث من لاوي ، ولاوي من يعقوب ، ويعقوب من إسحاق ، وكذلك عيسى بن مريم بنت عمران بن ماثان ، وهو يتصل بيهودا بن يعقوب بن إسحاق ، وقد دخل في آل إبراهيم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وقيل بعضها من بعض في الدّين (وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) يعلم من يصلح للاصطفاء ، أو سميع عليم لقول امرأة عمران ونيتها.
٣٥ ـ (إِذْ قالَتِ) وإذ منصوب به ، أو بإضمار اذكر (امْرَأَتُ عِمْرانَ) هي امرأة عمران بن ماثان ، أم مريم جدة عيسى ، وهي حنة بنت فاقوذ (٢) (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ) أوجبت (ما فِي بَطْنِي مُحَرَّراً) هو حال من ما وهي بمعنى الذي أي معتقا لخدمة
__________________
(١) في (ز) العمرانين.
(٢) في (ز) فاقوذا.