(وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُونِ (٥٠) إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (٥١) فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قالَ مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللهِ قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ) (٥٢)
الاستئناف (مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ) أي أقدّر لكم شيئا مثل صورة الطير (فَأَنْفُخُ فِيهِ) الضمير للكاف ، أي في ذلك الشيء المماثل كهيئة (١) الطير (فَيَكُونُ طَيْراً) فيصير طيرا كسائر الطيور ، طائرا مدني (بِإِذْنِ اللهِ) بأمره ، قيل لم يخلق (٢) غير الخفّاش (وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ) الذي ولد أعمى (وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ) كرّر بإذن الله دفعا لوهم من يتوهّم فيه اللاهوتية. روي أنّه أحيا سام بن نوح عليهالسلام وهم ينظرون إليه ، فقالوا هذا سحر مبين فأرنا آية ، فقال يا فلان أكلت كذا ويا فلان خبّئ لك كذا وهو قوله : (وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) وما فيهما بمعنى الذي ، أو مصدرية (إِنَّ فِي ذلِكَ) فيما سبق (لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
٥٠ ـ (وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ) أي قد جئتكم بآية وجئتكم مصدّقا (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) ردّ على قوله (٣) بآية من ربّكم أي جئتكم بآية من ربّكم ولأحلّ لكم. وما حرّم (٤) عليهم في شريعة موسى عليهالسلام (٥) الشحوم ولحوم الإبل والسمك وكلّ ذي ظفر فأحلّ لهم عيسى بعض ذلك (وَجِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ) كرر للتوكيد (٦) (فَاتَّقُوا اللهَ) في تكذيبي وخلافي (وَأَطِيعُونِ) في أمري.
٥١ ـ (إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ) إقرار بالعبودية ونفي للربوبية عن نفسه بخلاف ما يزعم النصارى (فَاعْبُدُوهُ) دوني (هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ) يؤدي صاحبه إلى النعيم المقيم.
٥٢ ـ (فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ) علم من اليهود كفرا ، علما لا شبهة فيه كعلم ما يدرك بالحواس (قالَ مَنْ أَنْصارِي) مدني (٧) ، وهو جمع ناصر كأصحاب ، أو جمع نصير كأشراف (إِلَى اللهِ) يتعلق بمحذوف حالا (٨) من الياء أي من أنصاري
__________________
(١) في (ز) لهيئة.
(٢) زاد في (ز) شيئا.
(٣) ردّ على قوله : أي عطف على قوله.
(٤) في (ظ) و(ز) وما حرم الله عليهم.
(٥) ليس في (أ) عليهالسلام.
(٦) في (ز) للتأكيد.
(٧) في (ز) أنصاري مدني.
(٨) في (ز) حال.