(الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (٣) مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (٤)
لأبي سفيان (١) : لأن يربّني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن ، تقول ربّه يربّه ربّا فهو ربّ ، ويجوز أن يكون وصفا بالمصدر للمبالغة كما وصف بالعدل ، ولم يطلقوا الرّبّ إلا في الله وحده ، وهو في العبيد مع التقييد (إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ) (٢) (ارْجِعْ إِلى رَبِّكَ) (٣) وقال الواسطي : هو الخالق ابتداء ، والمربّي غذاء ، والغافر انتهاء ، وهو اسم الله الأعظم ، والعالم كلّ ما علم به الخالق من الأجسام والجواهر والأعراض ، أو كلّ موجود سوى الله تعالى سمّي به لأنّه علم على وجوده. وإنّما جمع بالواو والنون مع أنه يختصّ بصفات العقلاء أو ما في حكمها من الأعلام لما فيه من معنى الوصفيّة وهي الدّلالة على معنى العلم.
٣ ـ (الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ذكرهما قد مرّ ، وهو دليل على أنّ التسمية ليست من الفاتحة إذ لو كانت (٤) من الفاتحة لما أعادهما لخلوّ الإعادة عن الإفادة.
٤ ـ (مالِكِ) عاصم (٥) وعليّ (٦) ملك غيرهما ، وهو الاختيار عند البعض لاستغنائه عن الإضافة ، ولقوله : (لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ) (٧) ولأن كلّ ملك مالك وليس كلّ مالك ملكا ، ولأن أمر الملك ينفّذ على المالك دون عكسه ، وقيل المالك أكثر ثوابا لأنه أكثر حروفا ، وقرأ أبو حنيفة والحسن (٨) رضي الله عنهما ملك (٩) (يَوْمِ الدِّينِ) أي يوم الجزاء ، ويقال كما تدين تدان أي كما تفعل تجازى ، وهذه إضافة اسم الفاعل إلى
__________________
ـ والإسلام توفي عام ٤١ ه (الأعلام ٣ / ٢٠٥).
(١) أبو سفيان : هو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، صحابي من سادات قريش في الجاهلية ، أسلم يوم الفتح ولد عام ٥٧ ق. ه ومات عام ٣١ ه (الأعلام ٣ / ٢٠١).
(٢) يوسف ، ١٢ / ٢٣.
(٣) يوسف ، ١٢ / ٥٠ ، وفي (ز) سبقتها كلمة «قال» ولم يذكر الآية كاملة.
(٤) في (ظ) و(ز) لو كانت منها.
(٥) عاصم : هو عاصم بن أبي النجود بهدلة الكوفي ، أبو بكر ، أحد القراء السبعة ، تابعي توفي عام ١٢٧ ه (غاية النهاية ١ / ٣٤٦).
(٦) عليّ : هو علي بن حمزة بن عبد الله الأسدي ، أبو الحسن الكسائي ، إمام في اللغة والنحو والقراءة ولد عام ١١٩ ه ومات عام ١٨٩ ه (غاية النهاية ١ / ٥٣٥).
(٧) غافر ، ٤٠ / ١٦.
(٨) الحسن : هو الحسن بن أبي الحسن يسار البصري ، أبو سعيد ، كان إمام أهل البصرة وحبر الأمة في زمنه ، ولد عام ٢٢ ه ، ومات عام ١١٠ ه (الأعلام ٢ / ٢٢٦).
(٩) في (ظ) علمك.