(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (١٣٧) بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (١٣٨) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) (١٣٩)
ودوموا عليه ، أو لأهل الكتاب لأنّهم آمنوا ببعض الكتب والرسل وكفروا ببعض ، أو للمنافقين أي يا أيها الذين آمنوا نفاقا آمنوا إخلاصا (بِاللهِ وَرَسُولِهِ) أي محمد صلىاللهعليهوسلم (وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ) أي القرآن (١) (وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ) أي جنس ما أنزل على الأنبياء قبله من الكتب ، ويدل عليه قوله وكتبه. نزّل وأنزل (٢) مكي وشامي وأبو عمرو ، وعلى البناء للفاعل فيهما غيرهم ، وإنما قيل نزّل على رسوله وأنزل من قبل لأن القرآن (٣) نزل مفرقا منجما في عشرين سنة بخلاف الكتب قبله (وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) أي ومن يكفر بشيء من ذلك (فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) لأنّ الكفر ببعضه كفر بكلّه.
١٣٧ ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) بموسى عليهالسلام (ثُمَّ كَفَرُوا) حين عبدوا العجل (ثُمَّ آمَنُوا) بموسى بعد عوده (ثُمَّ كَفَرُوا) بعيسى عليهالسلام (ثُمَّ ازْدادُوا كُفْراً) بكفرهم بمحمد صلىاللهعليهوسلم (لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) إلى النجاة أو إلى الجنة ، أو هم المنافقون آمنوا في الظاهر وكفروا في السر مرة بعد أخرى ، وازدياد الكفر منهم ثباتهم عليه إلى الموت يؤيده قوله :
١٣٨ ـ (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ) أي أخبرهم ، ووضع بشّر مكانه تهكما بهم (بِأَنَّ لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) مؤلما.
١٣٩ ـ (الَّذِينَ) نصب على الذم ، أو رفع بمعنى أريد الذين أو هم الذين (يَتَّخِذُونَ الْكافِرِينَ أَوْلِياءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ) كان المنافقون يوالون الكفرة يطلبون منهم المنعة والنّصرة ويقولون : لا يتم أمر محمد عليهالسلام (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) ولمن أعزّه كالنبي عليهالسلام والمؤمنين ، كما قال (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (٤).
__________________
(١) في (ز) الفرقان.
(٢) زاد في (ز) بالبناء للمفعول.
(٣) في (ز) الفرقان.
(٤) المنافقون ، ٦٣ / ٨.