(أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٥٠) إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥١) وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ (٥٢) وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لا تُقْسِمُوا طاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) (٥٣)
معك إلا الحقّ المرّ والعدل البحت يمتنعون عن المحاكمة إليك إذا ركبهم الحقّ لئلا تنتزعه من أحداقهم بقضائك عليهم لخصومهم ، وإن ثبت لهم حقّ على خصم أسرعوا إليك ولم يرضوا إلا بحكومتك لتأخذ لهم ما وجب لهم في ذمة الخصم.
٥٠ ـ (أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ) قسم الأمر في صدودهم عن حكومته إذا كان الحقّ عليهم بأن يكونوا مرضى القلوب منافقين ، أو مرتابين في أمر نبوته ، أو خائفين الحيف في قضائه ، ثم أبطل خوفهم حيفه بقوله (بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) أي لا يخافون أن يحيف عليهم لمعرفتهم بحاله ، وإنما هم ظالمون يريدون أن يظلموا من له الحقّ عليهم ، وذلك شيء لا يستطيعونه في مجلس رسول الله عليه الصلاة والسلام فمن ثمّ يأبون المحاكمة إليه.
٥١ ـ (إِنَّما كانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ) وعن الحسن قول بالرفع ، والنصب أقوى لأن أولى الاسمين بكونه اسما لكان أوغلهما في التعريف ، وأن يقولوا أوغل بخلاف قول المؤمنين (إِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ) النبيّ عليه الصلاة والسلام ليحكم يزيد ليفعل (١) الحكم (بَيْنَهُمْ) بحكم الله الذي أنزل عليه (أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنا) قوله (وَأَطَعْنا) أمره (وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) الفائزون.
٥٢ ـ (وَمَنْ يُطِعِ اللهَ) في فرائضه (وَرَسُولَهُ) في سننه (وَيَخْشَ اللهَ) على ما مضى من ذنوبه (وَيَتَّقْهِ) فيما يستقبل (فَأُولئِكَ هُمُ الْفائِزُونَ) وعن بعض الملوك أنه سأل عن آية كافية فتليت له هذه الآية ، وهي جامعة لأسباب الفوز ، ويتقه بسكون الهاء أبو عمرو وأبو بكر بنية الوقف ، وبسكون القاف وبكسر الهاء مختلسة حفص ، وبكسر القاف والهاء غيرهم.
٥٣ ـ (وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمانِهِمْ) أي حلف المنافقون بالله جهد اليمين لأنّهم
__________________
(١) في (ظ) ليحكم يزيد أي ليفعل ، وفي (ز) ليحكم أي ليفعل.