(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (٦٩) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً) (٧٠)
والزينة ، ولكن لسدّ الجوعة ، وستر العورة ، ودفع الحرّ والقرّ ، وقال عمر رضي الله عنه : كفى صرفا أن لا يشتهي الرجل شيئا إلّا أكله (١).
٦٨ ـ (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ) أي لا يشركون (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ) أي حرّمها يعني حرّم قتلها (إِلَّا بِالْحَقِ) بقود ، أو رجم ، أو ردّة ، أو شرك ، أو سعي في الأرض بالفساد ، وهو متعلق بالقتل المحذوف ، أو بلا يقتلون (وَلا يَزْنُونَ) ونفي هذه الكبائر عن عباده الصالحين تعريض لما كان عليه (٢) أعداؤهم من قريش وغيرهم ، كأنه قيل والذين طهّرهم الله مما أنتم عليه (وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ) أي المذكور (يَلْقَ أَثاماً) جزاء الإثم.
٦٩ ـ (يُضاعَفْ) بدل من يلق لأنهما في معنى واحد ، إذ مضاعفة العذاب هي لقاء الآثام ، كقوله (٣) :
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا |
|
تجد حطبا جزلا ونارا تأججا |
فجزم تلمم لأنه بمعنى تأتنا ، إذ الإتيان هو الإلمام. يضعّف مكي ويزيد ويعقوب. يضعّف شامي ، يضاعف أبو بكر على الاستئناف أو على الحال ، ومعنى يضاعف (لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي يعذب على مرور الأيام في الآخرة عذابا على عذاب ، وقيل إذا ارتكب المشرك معاصي مع الشرك عذّب على الشرك وعلى المعاصي جميعا فتضاعف العقوبة لمضاعفة المعاقب عليه (وَيَخْلُدْ) جزمه جازم يضاعف ورفعه رافعه ، لأنه معطوف عليه (فِيهِ) في العذاب. فيهي مكي وحفص بالإشباع ، وإنما خصّ حفص الإشباع بهذه الكلمة مبالغة في الوعيد ، والعرب تمدّ للمبالغة مع أنّ الأصل في هاء الكناية الإشباع (مُهاناً) حال ، أي ذليلا.
٧٠ ـ (إِلَّا مَنْ تابَ) عن الشرك ، وهو استثناء من الجنس في موضع النصب
__________________
(١) عبد الرزاق في التفسير.
(٢) ليس في (أ) عليه.
(٣) القائل ذو الإصبع العدواني وهو حرثان بن الحارث بن محرث بن ثعلبة من عدوان ينتهي نسبه إلى مضر ، شاعر ، حكيم ، شجاع جاهلي. مات نحو ٢٢ ق. ه (الأعلام ٢ / ١٧٣).