(رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣) وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ (٨٤) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (٨٥) وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ (٨٦) وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧) يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ (٨٨) إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٨٩)
بالسؤال (أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي) قيل هي قوله : (إِنِّي سَقِيمٌ) (١) (بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ) (٢) (هذا رَبِّي) (٣) للبازغ ، هي أختي لسارة ، وما هي إلا معاريض جائزة وليست بخطايا يطلب لها الاستغفار ، واستغفار الأنبياء تواضع منهم لربّهم وهضم لأنفسهم ، وتعليم للأمم في طلب المغفرة (يَوْمَ الدِّينِ) يوم الجزاء.
٨٣ ـ (رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً) حكمة أو حكما بين الناس بالحقّ ، أو نبوة لأن النبيّ عليهالسلام ذو حكمة وذو حكم بين عباد الله (وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) أي الأنبياء ، ولقد أجابه حيث قال : (وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) (٤).
٨٤ ـ (وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) أي ثناء حسنا وذكرا جميلا في الأمم التي تجيء بعدي ، فأعطي ذلك ، فكلّ أهل دين يتولونه ويثنون عليه ، ووضع اللسان موضع القول لأنّ القول يكون به.
٨٥ ـ (وَاجْعَلْنِي مِنْ) من (٥) يتعلق بمحذوف أي وارثا من (وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) أي من الباقين فيها.
٨٦ ـ (وَاغْفِرْ لِأَبِي) اجعله أهل المغفرة بإعطاء الإسلام ، وكان وعده الإسلام يوم فارقه (إِنَّهُ كانَ مِنَ الضَّالِّينَ) الكافرين.
٨٧ ـ (وَلا تُخْزِنِي) الإخزاء من الخزي وهو الهوان ، أو من الخزاية وهو الحياء ، وهذا نحو الاستغفار كما بينا (يَوْمَ يُبْعَثُونَ) الضمير فيه للعباد لأنه معلوم ، أو للضالين ، وأن يجعل من جملة الاستغفار لأبيه أي ولا تخزني في يوم يبعث الضالون وأبي فيهم.
٨٨ ـ (يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ) هو بدل من يوم الأول (وَلا بَنُونَ) أحدا.
٨٩ ـ (إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) عن الكفر والنفاق ، وقلب الكافر والمنافق
__________________
(١) الصافات ، ٣٧ / ٨٩.
(٢) الأنبياء ، ٢١ / ٦٣.
(٣) الأنعام ، ٦ / ٧٦ و ٧٧ و ٧٨.
(٤) العنكبوت ، ٢٩ / ٢٧.
(٥) ليس في (ظ) و (ز) من.