(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ(٤٥) قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْ لا تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٦) قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ) (٤٧)
ملكها وكان يزورها في الشهر مرة فيقيم عندها ثلاثة أيام وولدت له (قالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي) بعبادة الشمس (وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) قال المحققون لا يحتمل أن يحتال سليمان لينظر إلى ساقيها وهي أجنبية فلا يصحّ القول بمثله.
٤٥ ـ (وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ) في النسب (صالِحاً) بدل (أَنِ اعْبُدُوا اللهَ) بكسر النون في الوصل عاصم وحمزة وبصري ، وبضم النون غيرهم اتباعا للباء ، والمعنى بأن اعبدوا الله أي (١) وحّدوه (فَإِذا) للمفاجأة (هُمْ) مبتدأ (فَرِيقانِ) خبر (يَخْتَصِمُونَ) صفة وهي العامل في إذا ، والمعنى فإذا قوم صالح فريقان : مؤمن به وكافر به يختصمون ، فيقول كلّ فريق الحقّ معي ، وهو مبيّن في قوله : (قالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صالِحاً مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قالُوا إِنَّا بِما أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ. قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كافِرُونَ) (٢) وقال الفريق الكافر : (يا صالِحُ ائْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ) (٣).
٤٦ ـ (قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ) بالعذاب الذي توعدون (قَبْلَ الْحَسَنَةِ) قبل التوبة (لَوْ لا) هلّا (تَسْتَغْفِرُونَ اللهَ) تطلبون المغفرة من كفركم بالتوبة والإيمان قبل نزول العذاب بكم (لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) بالإجابة.
٤٧ ـ (قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ) تشاءمنا بك ، لأنهم قحطوا عند مبعثه لتكذيبهم ، فنسبوه إلى مجيئه ، والأصل تطيرنا ، وقرىء به ، فأدغمت التاء في الطاء وزيدت الألف لسكون الطاء (وَبِمَنْ مَعَكَ) من المؤمنين (قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ) أي سببكم الذي يجيء منه خيركم وشرّكم عند الله ، وهو قدره وقسمته ، أو عملكم مكتوب عند الله فمنه (٤) نزل بكم ما نزل عقوبة لكم وفتنة ، ومنه : (وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ) (٥) وأصله أنّ المسافر إذا مرّ بطائر فيزجره ، فإن مرّ سانحا ، تيمّن (٦) وإذا مرّ بارحا تشأّم ، فلما نسبوا الخير والشرّ إلى الطائر استعير لما كان سببهما من قدر الله
__________________
(١) ليس في (ز) أي.
(٢) الأعراف ، ٧ / ٧٥ ـ ٧٦.
(٣) الأعراف ، ٧ / ٧٧.
(٤) في (ز) فإنما.
(٥) الإسراء ، ١٧ / ١٣.
(٦) في (ز) تيامن.