(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (٩) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) (١٠)
بي شيئا لا يصحّ أن يكون إلها (فَلا تُطِعْهُما) في ذلك فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق (إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ) مرجع من آمن منكم ومن أشرك (فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) فأجازيكم حقّ جزائكم ، وفي ذكر المرجع والوعيد تحذير من متابعتهما على الشرك وحثّ على الثبات والاستقامة في الدين ، روي أنّ سعد بن أبي وقاص لما أسلم نذرت أمّه أن لا تأكل ولا تشرب حتى يرتدّ فشكا إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فنزلت هذه الآية والتي في لقمان (١) والتي في الأحقاف (٢).
٩ ـ (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) هو مبتدأ والخبر (لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ) في جملتهم ، والصلاح من أبلغ صفات المؤمنين ، وهو متمنى الأنبياء عليهمالسلام ، قال سليمان عليهالسلام : (وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ) (٣) وقال يوسف عليهالسلام : (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) (٤) أو في مدخل الصالحين ، وهو الجنة ، ونزلت في المنافقين.
١٠ ـ (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذا أُوذِيَ فِي اللهِ) أي إذا مسّه أذى من الكفار (جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ) أي جزع من ذلك كما يجزع من عذاب الله تعالى (وَلَئِنْ جاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ) أي وإذا نصر الله المؤمنين وغنّمهم اعترضوا ، فقالوا (٥) : إنا كنا معكم أي متابعين لكم في دينكم ثابتين عليه بثباتكم فأعطونا نصيبنا من المغنم (٦) (أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ) أي هو أعلم بما في صدور العالمين من العالمين بما في صدورهم (٧) ، ومن ذلك ما في صدور هؤلاء من النفاق ، وما في صدور المؤمنين من الإخلاص.
ثم وعد المؤمنين وأوعد المنافقين بقوله :
__________________
(١) لقمان ، ٣١ / ١٥.
(٢) الأحقاف ، ٤٦ / ١٥ ، والقصة في صحيح مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص.
(٣) النمل ، ٢٧ / ١٩.
(٤) يوسف ، ١٢ / ١٠١.
(٥) في (ظ) و (ز) اعترضوهم وقالوا.
(٦) في (ز) من الغنم.
(٧) في (ز) صدرهم.