ويقال القبول الحسن حسن تربيته لها مع علمه ـ سبحانه ـ بأنه يقال فيه بسببها ما يقال ، فلم يبال بقبح مقال الأعداء.
أجد الملامة فى هواك لذيذة |
|
حبّا لذكرك فليلمنى اللّوم |
وكما قيل :
ليقل من شاء ما |
|
شاء فإنى لا أبالى |
ويقال القبول الحسن أن ربّاها على نعت العصمة حتى كانت تقول : (إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا).
«وأنبتها نباتا حسنا» حتى استقامت على الطاعة ، وآثرت رضاه ـ سبحانه ـ فى جميع الأوقات ، وحتى كانت الثمرة منها مثل عيسى عليهالسلام ، وهذا هو النبات الحسن ، وكفلها زكريا. ومن القبول الحسن والنبات الحسن أن جعل كافلها والقيّم بأمرها وحفظها نبيا من الأنبياء مثل زكريا عليهالسلام ، وقد أوحى الله إلى داود عليهالسلام : إن رأيت لى طالبا فكن له خادما.
قوله جل ذكره : (كُلَّما دَخَلَ عَلَيْها زَكَرِيَّا الْمِحْرابَ وَجَدَ عِنْدَها رِزْقاً ، قالَ : يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا؟ قالَتْ : هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ).
من أمارات القبول الحسن أنها لم تكن توجد إلا فى المحراب ، ومن كان مسكنه وموضعه الذي يتعبّد فيه وهناك يوجد المحراب ـ فذلك عبد عزيز.
ويقال من القبول الحسن أنه لم يطرح أمرها كلّه وشغلها على زكريا عليهالسلام ؛ فكان إذا دخل عليها زكريا ليتعهدها بطعام وجد عندها رزقا ليعلم العاملون أن الله ـ سبحانه ـ لا يلقى شغل أوليائه على غير (١) ، ومن خدم وليا من أوليائه كان هو فى رفق الولي لا إنه
__________________
(١) وردت على (عين) وهى خطأ فى النسخ.