بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ (٩٦) فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)
البيت حجرة والعبد مدرة ، فربط المدرة بالحجرة ، فالمدر مع الحجر. وتعزّز وتقدّس من لم يزل.
ويقال البيت مطاف النفوس ، والحق سبحانه مقصود القلوب!
البيت أطلال وآثار وإنما هى رسوم وأحجار ولكن :
تلك آثارنا تدلّ علينا |
|
فانظروا بعدنا إلى الآثار |
ويقال البيت حجر ، ولكن ليس كل حجر كالذى يجانسه من الحجر.
حجر ولكن لقلوب الأحباب مزعج بل لأكباد الفقراء منفج (١) ، لا بل لقلوب قوم مثلج مبهج ، ولقلوب الآخرين منفج مزعج.
وهم على أصناف : بيت هو مقصد الأحباب ومزارهم ، وعنده يسمع أخبارهم ويشهد آثارهم.
بيت من طالعه بعين التفرقة عاد بسر خراب ، ومن لاحظه بعين الإضافة حظى بكل تقريب وإيجاب ، كما قيل :
إن الديار ـ وإن صمتت ـ فإنّ لها |
|
عهدا بأحبابنا إذ عندها نزلوا |
بيت من زاره بنفسه وجد ألطافه ، ومن شهده بقلبه نال كشوفاته.
__________________
(١) نفج الأرب أثاره والنافجة الربح الشديدة ، فيكون معنى منفج شديد الإثارة.