إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ يُقاتِلُوكُمْ أَوْ يُقاتِلُوا قَوْمَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَسَلَّطَهُمْ عَلَيْكُمْ فَلَقاتَلُوكُمْ فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَما جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلاً (٩٠))
الإشارة إلى أرباب التخليط والأحوال السقيمة يتمنون أن يكون الصديقون منهم ، وهيهات أن يكون لمناهم تحقيق! ومادام المخالفون لكم غير موافقين فبائنوهم وخالفوهم ولا تطابقوهم بحال ، ولا تعاشروهم ، ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا ؛ وموافق لك فى قصدك خير لك من مخالف على الكره تعاشره.
قوله : (إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ ...) الإشارة من هذه الآية أن عند الاعذار أذن فى معاشرة فى الظاهر (١) رفقا بالمستضعفين.
(فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ ...) الإشارة منه أنه إذا عاشركم من ليس من أهل القصة معرجين فى أوطان نصيبهم فلا تدعوهم إلى طريقتكم وسلّموا لهم أحوالهم. فإن أمكنكم أن تلاحظوهم بعين الرحمة بحيث تؤثر فيهم همتكم (٢) وإلا فسلّموا لهم أحوالهم.
قوله جل ذكره : (سَتَجِدُونَ آخَرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَأْمَنُوكُمْ وَيَأْمَنُوا قَوْمَهُمْ كُلَّما رُدُّوا إِلَى الْفِتْنَةِ أُرْكِسُوا فِيها فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ
__________________
(١) أي أن الصحبة والمعاشرة ينبغى ألا يصل أمرهما الى حد المساكنة ، لأن صحبة الحق أولى من كل غير ... وهذا مبدأ نادى به القشيري وطبقه على نفسه إبان محنته الأليمة.
(٢) وردت (همتهم) وهى خطأ من الناسخ لأن المعنى يتطلب (همتكم).