الأدنى ، وركنوا إلى عاجل الدنيا ، وجعلوا نصيبهم من الآخرة المنى فقالوا : (سَيُغْفَرُ لَنا).
ويقال من أمارات الاستدراج ارتكاب الزلة ، والاغترار بزمان المهلة ، وحمل تأخير العقوبة على استحقاق الوصلة.
قوله جل ذكره : (وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ).
أخبر عن إصرارهم على الاغترار بالمنى ، وإيثار متابعة الهوى.
قوله جل ذكره : (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَ).
استفهام فى معنى التقرير (١) ، أي أمروا ألا يصفوا الحقّ إلا بنعت الجلال ، واستحقاق صفات الكمال ، وألا يتحاكموا عليه بما لم يأت منه خبر ، ولم يشهد بصحته برهان ولا نظر.
قوله جل ذكره : (وَدَرَسُوا ما فِيهِ ، وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ ؛ أَفَلا تَعْقِلُونَ)
يعنى تحققوا بمضمون الكتاب ثم جحدوا بعد لوح البيان وظهور البرهان. يعنى التعرض لنفحات فصله ـ سبحانه ـ خير لمن أمّل جوده من مقاساة التعب ممن بذل ـ فى تحصيل هواه ـ مجهوده.
قوله جل ذكره : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ)
يمسكون بالكتاب إيمانا ، وأقاموا الصلاة إحسانا ، فبالإيمان وجدوا الأمان ، وبالإحسان وجدوا الرضوان ؛ فالأمان معجّل والرضوان مؤجل. ويقال (يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ) سبب النجاة ، وإقامة الصلاة تحقق المناجاة. فالنجاة فى المآل والمناجاة فى الحال.
ويقال أفرد الصلاة هاهنا بالذكر عن جملة الطاعات ليعلم أنها أفضل العبادات بعد معرفة الذات والصفات.
__________________
(١) وردت (التقدير) بالدال وهى خطأ فى النسخ لأن المعنى يرفضها ، والاستفهام التقريرى مصطلح بلاغي.