ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ (١٧٢) أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (١٧٣))
أخبر بهذه الآية عن سابق عهده ، وصادق وعده ، وتأكيد عناج (١) ودّه ، بتعريف عبده ، وفى معناه أنشدوا :
سقيا لليلى والليالى التي |
|
كنّا بليلى نلتقى فيها |
أفديك بل أيام دهرى كلها |
|
يفدين أياما عرفتك فيها |
ويقال فأجابهم بتحقيق العرفان قبل أن يقع لمخلوق عليهم بصر ، أو ظهر فى قلوبهم لمصنوع أثر ، أو كان لهم من حميم أو قريب أو صديق أو شفيق خبر ، وفى معناه أنشدوا :
أتانى هواها قبل أن أعرف الهوى |
|
وصادف قلبى فارغا فتمكنّا |
ويقال جمعهم فى الخطاب ولكنه فرّقهم فى الحال. وطائفة خاطبهم بوصف القربة فعرّفهم فى نفس ما خاطبهم ، وفرقة أبقاهم فى أوطان الغيبة فأقصاهم عن نعت العرفان وحجبهم.
ويقال أقوام لاطفهم فى عين ما كاشفهم فأقروا بنعت التوحيد ، وآخرون أبعدهم فى نفس ما أشهدهم فأقروا عن رأس الجحود.
ويقال وسم بالجهل قوما فألزمهم بالإشهاد ببيان الحجة فأكرمهم بالتوحيد ، وآخرين أشهدهم واضح الحجة (......) (٢).
__________________
(١) العناج حبل يشد فى أسفل الدلو العظيمة (المنجد).
(٢) لا بد أن هنا عبارة ساقطة.