وصف بأنه لا يقدر على نصره فمضاه الذي يعبد الجماد ، ونعوذ بالله من الضلالة عن الرشاد.
قوله جل ذكره : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ (١٩٣))
المعبود هو القادر على هداية داعيه ، وعلم العبد بقدرة معبوده يوجب تبرّيه عن حوله وقوته ، وإفراد الحق ـ سبحانه ـ بالقدرة على قضاء حاجته ، وإزالة ضرورته فتتقاصر عن قصد الخلق خطاه (١) ، وتنقطع آماله عن غير مولاه.
قوله جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (١٩٤))
إذا قرنت الضرورة بالضرورة تضاعف البلاء ، وترادف العناء ؛ فالمخلوق إذا استعان بمخلوق مثله ازداد بعد مراده عن النّجح. وكيف تشكو لمن هو ذو شكاية؟! هيهات! إن ذلك خطأ من الظن ، وباطل من الحسبان.
قوله جل ذكره : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها)
بيّن بهذه الآيات أن الأصنام التي عبدوها دونهم فيما اعتقدوا فيه صفة المدح ، ثم لم يعبد بعضهم بعضا فكيف استجازوا عبادة ما فاقهم (٢) فى النقص؟
قوله جل ذكره : (قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ).
__________________
(١) وردت (خطاؤه) والصواب أن تكون (خطاه)
(٢) وردت (فوقهم) والأرجح أنها ما (فاقهم) فى النقص لأن الأصنام أقلّ قدرا من الإنسان ، حيث لا تملك يدا او عينا أو أذنا ، ولا تعى ولا تعقل ولا تضر ولا تنفع ، فإذا كان الإنسان مع ذلك موصوفا بالنقص فالصنم أشد نقصا.