صدق التوكل على الله يوجب ترك المبالاة بغير الله ، كيف لا ... والمتفرّد بالقدرة ـ على النفع والضرر ، والخير والشر ـ الله؟
قوله جل ذكره : (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (١٩٦) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (١٩٧))
من قام بحقّ الله تولّى أموره على وجه الكفاية ، فلا يخرجه إلى أمثاله ، ولا يدع شيئا من أحواله إلّا أجراه على ما يريده بحسن أفضاله ، فإن لم يفعل ما يريده جعل العبد راضيا بما يفعل ، وروح الرضا على الأسرار أتمّ من راحة العطاء على القلوب.
قوله جل ذكره : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (١٩٨))
شاهدوه بأبصارهم لكنهم حجبوا عن رؤيته ببصائر أسرارهم وقلوبهم فلم يعتدّ برؤيتهم.
ويقال رؤية الأكابر ليست بشهود أشخاصهم ، لكن بما يحصل للقلوب من مكاشفات الغيب ، وذلك على مقادير الاحترام وحصول الإيمان.
قوله جل ذكره : (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ (١٩٩))
من خصائص سنّة الله فى الكرم أنه أمر نبيّه ـ صلوات الله عليه وعلى آله ـ بالأخذ به ، إذ الخبر ورد بأنّ المؤمن أخذ من الله خلقا حسنا. وكلما كان الجرم أكبر كان العفو عنه أجلّ وأكمل ، وعلى قدر عظم رتبة العبد فى الكرم يتوقف العفو