عن الأصاغر والخدم ، قال النبي صلىاللهعليهوسلم فى الجراحات (١) التي أصابته فى حرب أحد : «اللهم اغفر لقومى فإنهم لا يعلمون».
قوله (وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ) : أفضل العرف أن يكون أكمل العطاء لأكثر أهل الجفاء ، وبذلك عامل الرسول ـ صلّى الله عليه وعلى آله ـ الناس.
قوله : (وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ) : الإعراض عن الأغيار بالإقبال على من (٢) لم يزل ولا يزال ، وفى ذلك النجاة من الحجاب ، والتحقق بما يتقاصر عن شرحه الخطاب.
قوله جل ذكره : (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (٢٠٠))
إن سنح فى باطنك من الوساوس أثر فاستعذ بالله يدركك بحسن التوفيق ، وإن هجس فى صدرك من الحظوظ خاطر فاستعذ بالله يدركك بإزالة كل نصيب ، وإن لحقتك فى بذل الجهد فترة فاستعذ بالله يدركك بإدامة آلائه ، وإن اعترتك فى الترقي إلى محل الوصول وقفة فاستعذ بالله يدركك بإدامة التحقيق ، وإن تقاصر عنك شىء من خصائص القرب ـ صيانة لك عن شهود المحل ـ فاستعذ بالله يثبتك له بدلا من لك بك (٣).
قوله جل ذكره : (إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ (٢٠١))
إنما يمس المتقين طيف الشيطان فى ساعات غفلتهم عن ذكر الله ، ولو أنهم استداموا
__________________
(١) وردت (الجراهات) بالهاء وهى خطأ في النسخ.
(٢) وردت (ما لم يزل) وقد آثرنا (من لم يزل) لأن (من) للعاقل
(٣) تصلح هذه الفقرة وصية المريدين ، وتبين عن أسلوب القشيري فى الوصية من الناحيتين الصوفية والأدبية.