بطوله وهدايته. قال سعيد بن جبير : الطاء افتتاح اسمه طاهر والهاء افتتاح اسمه هاد.
ع [١٤١٣] قال الكلبي : لما نزل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم الوحي بمكة اجتهد في العبادة حتى كان يراوح بين قدميه في الصلاة لطول قيامه وكان يصلي الليل كله فأنزل الله هذه الآية ، وأمره أن يخفف عن (١) نفسه فقال :
(ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (٢).
ع [١٤١٤] وقيل : لما رأى المشركون اجتهاده في العبادة فقالوا ما أنزل عليك القرآن يا محمد إلا لشقائك ، فنزلت : (ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى) (٢) أي لتتعنى وتتعب ، وأصل الشقاء في اللغة العناء.
(إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى) (٣) ، أي لكن أنزلناه عظة لمن يخشى. وقيل : تقديره ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ، ما أنزلناه إلا تذكرة لمن يخشى.
(تَنْزِيلاً) ، بدل من قوله تذكرة ، (مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ) أي من الله الذي خلق الأرض ، (وَالسَّماواتِ الْعُلى) ، يعني العالية الرفيعة وهي جمع العليا كقولهم كبرى وكبر وصغرى وصغر.
(الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) (٥).
(لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) ، يعني الهواء ، (وَما تَحْتَ الثَّرى) ، والثرى هو التراب الندي [و](٢) قال الضحاك : يعني ما وارى الثرى من شيء.
وقال ابن عباس : إن الأرضين على ظهر النون والنون على بحر ورأسه وذنبه يلتقيان تحت العرش ، والبحر على صخرة خضراء خضرة السماء منها ، وهي الصخرة التي ذكر الله في قصة لقمان فتكن في صخرة ، والصخرة على قرن ثور والثور على الثرى ، وما تحت الثرى لا يعلمه إلا الله ، وذلك الثور فاتح فاه فإذا جعل الله عزوجل البحار بحرا واحدا سالت في جوف ذلك الثور ، فإذا وقعت في جوفه يبست (٣).
(وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (٧) اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (٨) وَهَلْ أَتاكَ حَدِيثُ مُوسى (٩) إِذْ رَأى ناراً فَقالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدىً (١٠) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسى (١١) إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً (١٢) وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى (١٣) إِنَّنِي أَنَا اللهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (١٤))
__________________
ع [١٤١٣] ـ ساقه المصنف هاهنا بدون إسناد ، وإسناده إلى الكلبي أول الكتاب ، وهو إسناد ساقط ، الكلبي هو محمد بن السائب ، متروك الحديث متهم بالكذب ، ليس بأهل للرواية عنه.
ـ وورد بنحوه من حديث علي ، أخرجه البزار ٢٢٣٢ «كشف» وإسناده ضعيف لضعف يزيد بن بلال وكيسان أبي عمرو ، وانظر «المجمع» ٧ / ٥٦ و «الكشاف» ٣ / ٥١ بتخريجي.
[١٤١٤] ـ أخرجه الواحدي في «أسباب النزول» ٦١٤ عن الضحاك مرسلا.
ـ وفي إسناده جويبر بن سعيد ، وهو ضعيف جدا كما في «التقريب».
(١) في المطبوع «على».
(٢) زيادة عن المخطوط.
(٣) هذا الأثر من الإسرائيليات المنكرة الباطلة ، ولا يصح عن ابن عباس.