الحفيد أنا الحسين بن الفضل البجلي (١) أنا عفان أنا همام أنا قتادة عن أنس بن مالك قال : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك» ، ثم قال : سمعته يقول بعد ذلك : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي).
(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (١٥) فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى (١٦) وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى (١٧) قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى (١٨) قالَ أَلْقِها يا مُوسى (١٩) فَأَلْقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى (٢٠) قالَ خُذْها وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُها سِيرَتَهَا الْأُولى (٢١) وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ آيَةً أُخْرى (٢٢) لِنُرِيَكَ مِنْ آياتِنَا الْكُبْرى (٢٣))
(إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها) ، قيل : معناه إن الساعة آتية أخفيها وأكاد صلة وأكثر المفسرين قالوا : معناه أكاد أخفيها من نفسي ، وكذلك هو في مصحف أبيّ بن كعب ، وعبد الله بن مسعود : «أكاد أخفيها من نفسي فكيف يعلمها مخلوق» ، وفي بعض القراءات (٢) «فكيف أظهرها لكم» وذكر ذلك على عادة العرب إذا بالغوا في كتمان الشيء يقولون كتمت سرك من نفسي أي أخفيته غاية الإخفاء والله تعالى لا يخفى عليه شيء وقال [الأخفش](٣) أكاد أي أريد ومعنى الآية إن الساعة آتية أريد أخفيها ، والمعنى في إخفائها (٤) التهويل والتخويف لأنهم إذا لم يعلموا متى تقوم الساعة كانوا على حذر منها كل وقت ، وقرأ الحسن [أخفيها](٥) بفتح الألف أي أظهرها ، يقال : خفيت الشيء إذا أظهرته وأخفيته إذا سترته ، قوله تعالى : (لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى) ، أي بما تعمل من خير وشر.
(فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها) ، فلا يصرفنك عن الإيمان بالساعة ، (مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ) ، مراده خالف أمر الله (فَتَرْدى) ، أي فتهلك.
قوله عزوجل : (وَما تِلْكَ بِيَمِينِكَ يا مُوسى) (١٧) ، سؤال تقرير والحكمة في هذا السؤال تنبيهه وتوقيفه على أنها عصا حتى إذا قلبها حية علم أنها معجزة عظيمة ، وهذا على عادة العرب يقول الرجل لغيره : هل تعرف هذا وهو لا يشك أنه يعرفه ، ويريد أن ينضم (٦) إقراره بلسانه إلى معرفته بقلبه.
(قالَ هِيَ عَصايَ) ، قيل : وكان لها شعبتان وفي أسفلها سنان ولها محجن ، قال مقاتل : اسمها نبعة ، (أَتَوَكَّؤُا عَلَيْها) ، أعتمد عليها إذا مشيت وإذا عييت وعند الوثبة ، (وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمِي) ، أضرب
__________________
وأحمد ٣ / ٢٦٩ والبيهقي ٢ / ٢١٨ و ٤٥٦ من طرق عن همام به.
ـ وأخرجه مسلم ٦٨٤ والترمذي ١٧٨ والنسائي ١ / ٢٩٣ وابن ماجه ٦٩٦ وأحمد ٣ / ٢٤٣ وابن حبان ١٥٥٥ وأبو عوانة ٢ / ٢٥٢ والبيهقي ٢ / ٢١٨ من طرق عن أبي عوانة عن قتادة به.
ـ وأخرجه مسلم ٦٨٤ ح ٣١٥ وأحمد ٣ / ١٠٠ والدارمي ١ / ٢٨٠ وأبو عوانة ١ / ٣٨٥ و ٢ / ٢٦٠ من طرق عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة به.
وانظر الحديث المتقدم في سورة الكهف عند آية : ٢٤.
(١) تصحف في المطبوع «الجبلي».
(٢) في المطبوع «القراءة».
(٣) سقط من المطبوع.
(٤) في المخطوط «حقائها».
(٥) زيادة عن المخطوط.
(٦) في المخطوط «يتضمن».