مطرف بن عبد الله بن الشخير عن عياض بن حمار (١) المجاشعي قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إن الله عزوجل أمرني أن أعلمكم ما جهلتم مما علمني يومي هذا وإنه قال إن كل مال نحلته عبادي فهو لهم حلال ، وإني خلقت عبادي حنفاء كلهم ، فأتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم ، وحرمت عليهم ما أحللت لهم ، وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا وإن الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلّا بقايا من أهل الكتاب ، وإن الله تعالى أمرني أن أخوّف قريشا ، فقلت : يا رب إنهم إذا يثلغوا رأسي حتى يدعوه خبزه ، فقال : إنما بعثتك لأبتليك وأبتلي بك ، وقد أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء ، تقرؤه في المنام واليقظة ، فاغزهم نغزك وأنفق ننفق عليك ، وابعث جيشا نمددك بخمسة أمثالهم ، وقاتل بمن أطاعك من عصاك ، ثم قال أهل الجنة ثلاثة : إمام مقسط ، ورجل رحيم رقيق القلب بكل ذي قربى ومسلم ، ورجل غني عفيف (٢) متصدق ، وأهل النار خمسة : الضعيف الذي لا زبر له (٣) ، الذين هم فيكم تبع لا يبتغون بذلك أهلا ولا مالا ، ورجل إن أصبح يخادعك عن أهلك ومالك ، ورجل لا يخفى له طمع وإن دق إلا ذهب به ، والشنظير الفاحش». وذكر البخل والكذب.
(وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٢١٥) فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ (٢١٦) وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (٢١٧) الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ (٢١٨) وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ (٢١٩) إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٢٢٠) هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ (٢٢١) تَنَزَّلُ عَلى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (٢٢٢) يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كاذِبُونَ (٢٢٣))
قوله عزوجل : (وَاخْفِضْ جَناحَكَ) ، يعني ألن جانبك ، (لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).
(فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ) (٢١٦) ، من الكفر وعبادة غير الله.
(وَتَوَكَّلْ) ، قرأ أهل المدينة والشام فتوكل بالفاء ، وكذلك هو في مصاحفهم ، وقرأ الباقون (٤) بالواو «وتوكل» ، (عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) ، ليكفيك كيد الأعداء.
(الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ) (٢١٨) ، إلى صلاتك ، عن أكثر المفسرين. وقال مجاهد : الذي يراك أينما كنت. وقيل : حين تقوم [إلى دعائك](٥).
(وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (٢١٩) ، يعني يرى تقلبك في صلاتك في حال قيامك وركوعك وسجودك وقعودك. قال عكرمة وعطية عن ابن عباس : في الساجدين أي في المصلين. وقال مقاتل والكلبي : أي مع المصلين في الجماعة ، يقول : يراك حين تقوم وحدك للصلاة ويراك إذا صليت مع المصلين في الجماعة. وقال مجاهد : يرى تقلب بصرك في المصلين ، فإنه كان يبصر من خلفه كما يبصر من أمامه.
__________________
ـ وأخرجه أحمد ٤ / ٢٦٦ وابن حبان ٦٥٤ والطبراني ١٧ / (٩٩٦) من طرق عن عوف بن أبي جميلة عن حكيم بن الأثرم عن الحسن عن مطرف به.
(١) تصحف في المطبوع «جمان».
(٢) في المطبوع «متعفف».
(٣) في المطبوع «لا وزير».
(٤) في المخطوط «الآخرون».
(٥) في المطبوع «لدعائهم».