واللوطية ، (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ) ، لما أنكر عليهم لوط ما يأتونه من القبائح ، (إِلَّا أَنْ قالُوا) ، له استهزاء (ائْتِنا بِعَذابِ اللهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) ، أن العذاب نازل بنا ، فعند ذلك :
(قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (٣٠) وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (٣١) قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٢) وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٣٣) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (٣٤) وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٣٥) وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (٣٦))
(قالَ) ، لوط ، (رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ) ، بتحقيق قولي في العذاب.
(وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى) ، من الله بإسحاق ويعقوب ، (قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ) ، يعني قوم لوط ، والقرية سدوم ، (إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ).
(قالَ) ، إبراهيم ، (إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا) ، قالت الملائكة : (نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ) ، قرأ حمزة والكسائي ويعقوب : «لننجيه» بالتخفيف ، وقرأ الباقون بالتشديد ، (وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) ، أي الباقين في العذاب.
(وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً) ، ظن أنهم من الإنس ، (سِيءَ بِهِمْ) ، [حزن بهم](١) ، (وَضاقَ بِهِمْ) ، بمجيئهم (ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ) ، من قومك علينا ، (وَلا تَحْزَنْ) ، بإهلاكنا إيّاهم ، (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ) ، قرأ ابن كثير وحمزة والكسائي وأبو بكر ويعقوب : «منجوك» بالتخفيف ، وقرأ الآخرون بالتشديد.
(إِنَّا مُنْزِلُونَ) ، قرأ ابن عامر بالتشديد ، وقرأ الآخرون بالتخفيف ، (عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً) ، عذابا ، (مِنَ السَّماءِ) ، قال مقاتل : الخسف والحصب ، (بِما كانُوا يَفْسُقُونَ).
(وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها) ، من قريات لوط ، (آيَةً بَيِّنَةً) ، عبرة ظاهرة ، (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) ، يتدبرون الآيات تدبر ذوي العقول ، قال ابن عباس : الآية البينة هي آثار منازلهم الخربة. وقال قتادة : هي الحجارة التي أهلكوا بها أبقاها الله حتى أدركها أوائل هذه الأمة. وقال مجاهد : هي ظهور الماء الأسود على وجه الأرض.
(وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً) ، أي وأرسلنا إلى مدين أخاهم شعيبا ، (فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ) ، أي واخشوا اليوم الآخر ، (وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ).
(فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دارِهِمْ جاثِمِينَ (٣٧) وَعاداً وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَساكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨) وَقارُونَ وَفِرْعَوْنَ
__________________
(١) زيد في المطبوع.