بعدها أي لننزلنّهم ، (مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً) ، علالي ، (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ).
(الَّذِينَ صَبَرُوا) ، على الشدائد ولم يتركوا دينهم لشدة لحقتهم ، (وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) ، يعتمدون.
(وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا).
[١٦٣٤] وذلك أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال للمؤمنين الذين كانوا بمكة وقد آذاهم المشركون : «هاجروا إلى المدينة» ، فقالوا : كيف نخرج إلى المدينة وليس لنا بها دار ولا مال ، فمن يطعمنا بها ويسقينا؟ فأنزل الله : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ) ، ذات حاجة إلى غذاء ، (لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا) أي لا ترفع رزقها معها ولا تدخر شيئا لغد مثل البهائم والطير ، (اللهُ يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ) ، حيث كنتم ، (وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) ، السميع لأقوالكم لا نجد ما ننفق بالمدينة ، العليم بما في قلوبكم ، وقال سفيان عن علي بن الأقمر : «وكأيّن من دابّة لا تحمل رزقها» ، قال : لا تدخر شيئا لغد. قال سفيان : وليس شيء من خلق الله يخبّئ إلا الإنسان والفأرة والنملة.
[١٦٣٥] أخبرنا [أبو سعيد](١) أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرني أبو عبد الله الحسين بن محمد الثقفي أنا عبد الله بن عبد الرحمن الدقاق أنا محمد بن عبد العزيز أنا إسماعيل بن زرارة الرقي أنا أبو العطوف الجراح (٢) بن المنهال عن الزهري عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عمر قال : دخلت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حائطا من حوائط الأنصار ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يلقط الرطب بيده ويأكل ، فقال كل يا ابن عمر ، قلت : لا أشتهيه يا رسول الله ، قال : لكني أشتهيه وهذه صبح رابعة منذ لم أطعم طعاما ولم أجده ، فقلت إنا لله ، الله المستعان ، قال : يا ابن عمر لو سألت ربي لأعطاني مثل ملك كسرى وقيصر أضعافا مضاعفة ، ولكن أجوع يوما وأشبع يوما فكيف بك يا ابن عمر إذا عمّرت وبقيت في حثالة من الناس يخبئون رزق سنة ويضعف اليقين ، فنزلت هذه الآية : (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا).
[١٦٣٦] أخبرنا عبد الواحد [بن أحمد](٣) المليحي أنا أبو محمد الحسن بن أحمد المخلدي أنا أبو العباس السراج أنا قتيبة بن سعيد أنا جعفر بن سليمان (٤) عن ثابت عن أنس عن النبي صلىاللهعليهوسلم : كان لا يدخر شيئا لغد.
__________________
[١٦٣٤] ـ لم أقف عليه مسندا. وذكر الواحدي في «الوسيط» ٤٢٤ نحوه عن مقاتل بدون إسناد ، فهو لا شيء ، ومقاتل إن كان ابن حيان ، فقد روى مناكير ، وإن كان ابن سليمان ، فهو كذاب.
[١٦٣٥] ـ باطل. إسناده ضعيف جدا ، وعلته الجراح بن منهال ، فإنه متروك الحديث ، واتهمه ابن حبان ، وهو كما قال ، فحديثه باطل ، لأن السورة مكية كما ذكر المؤلف نفسه.
ـ وأخرجه الواحدي في «الوسيط» ٣ / ٤٢٥ وفي «الأسباب» ٦٧٣ من طريق يزيد بن هارون عن الجرّاح بن منهال به.
ـ وأخرجه عبد بن حميد في «المنتخب» ٨١٦ وابن أبي حاتم كما في «تفسير ابن كثير» ٣ / ٣١٨ من طريق يزيد بن هارون عن الجرّاح بن منهال عن الزهري عن رجل عن ابن عمر به ، وهذه الطريق فيها علة أخرى ، وهي من لم يسمّ في الإسناد.
ـ وقال الحافظ ابن كثير ٣ / ٥١٨ : أبو العطوف الجزري ضعيف.
[١٦٣٦] ـ إسناده حسن ، لأجل جعفر بن سليمان ، فهو وإن روى له مسلم فقد ضعفه غير واحد ، ووثقه آخرون ، وفي الباب أحاديث.
ـ وهو في «شرح السنة» ٣٥٨٤ بهذا الإسناد.
(١) زيادة عن المخطوط.
(٢) في المخطوط «الخراج».
(٣) زيادة عن المخطوط.
(٤) تصحف في المخطوط «سليم».