الّذي في السّماء ، وهو أم الكتاب. (١)
(أَنَّ الْأَرْضَ) (١٠٥) يعني أرض الجنّة.
(يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) (١٠٥)
وفي تفسير ابن عباس : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) يعني زبور داود (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) من بعد التوراة (٢) (أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ) يعني أمة محمد.
قوله : (إِنَّ فِي هذا) (١٠٦) القرآن.
(لَبَلاغاً) (١٠٦) إلى الجنة.
(لِقَوْمٍ عابِدِينَ) (١٠٦) الذين يصلّون الصّلوات الخمس.
وفي تفسير قتادة : (وَلَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ) يعني : زبور داود ، (مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ) يعني : التوراة ، (أَنَّ الْأَرْضَ) يعني : أرض الجنة ، (يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُونَ). وكتب الله تبارك وتعالى ذلك في هذا القرآن فقال : إِنَّ فِي هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدِينَ) أي عاملين.
قوله : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ) (١٠٧) يعني لمن آمن من الإنس والجنّ. وهو تفسير السّدّي وغيره.
يحيى عن صاحب له عن المسعودي عن سعيد بن جبير قال : من آمن بالله ورسوله تمت عليه الرّحمة في الدنيا والآخرة ، ومن كفر بالله ورسوله عوفي مما عذبت به الأمم ، وله في الآخرة النّار. (٣)
قال يحيى لأن تفسير الناس أن الله تبارك وتعالى أخّر عذاب كفّار هذه الأمة
__________________
(١) اقتصر في تفسير مجاهد ، ١ / ٤١٧ على تفسير الذكر بأمّ الكتاب. وفي الطبري ، ١٧ / ١٠٣ : الزبور قال : الكتاب ، بعد الذكر قال : أم الكتاب عند الله.
(٢) في الطبري ، ١٧ / ١٠٣ عن ابن عباس : الذكر التوراة والزبور الكتب.
(٣) في الطبري ، ١٧ / ١٠٦ إسحاق بن يوسف الازرق عن المسعودي عن رجل يقال له سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله الله في كتابه : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ). قال من آمن بالله واليوم الآخر كتب له الرحمة في الدنيا والآخرة ، ومن لم يؤمن بالله ورسوله عوفي مما اصاب الأمم من الخسف والقذف.
وفي رواية ثانية ، عيسى بن يونس عن المسعودي عن ابي سعيد عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله : (وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ.) قال : تمت الرحمة لمن امن به في الدنيا والاخرة ، ومن لم يؤمن به عوفي مما أصاب الأمم قبل.