(وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ) قرأ جمهور القرّاء بكسر الراء ، وهي لغة قريش ، وقرأ أبو بكر عن عاصم «ورضوان» بضم الراء حيث جاء ، وهي لغة تميم وقيس (١).
قال الزجاج (٢) : تقول رضيت الشيء أرضاه ، رضا ، ومرضاة ، ورضوانا ، ورضوانا.
(وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ) فيعلم المتقين وغيرهم.
(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (١٦) الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) (١٧)
(الَّذِينَ يَقُولُونَ) في موضع نصب على المدح ، أو في موضع جر بدل من «الذين» ، أو في موضع رفع ، على معنى «هم الذين يقولون» (٣).
(الصَّابِرِينَ) على الطاعة وعن المعصية ، (وَالصَّادِقِينَ) في الأقوال والأفعال ، (وَالْقانِتِينَ) يعني : المطيعين ، (وَالْمُنْفِقِينَ) من الحلال في الطاعة ، (وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحارِ) جمع سحر ، وهو الوقت الذي قبيل طلوع الفجر.
قال الحسن : «مدّوا الصلاة إلى السحر ثم استغفروا» (٤).
__________________
(١) الحجة للفارسي (٢ / ١٠) ، والحجة لابن زنجلة (ص : ١٥٧) ، والكشف لمكي (١ / ٣٣٧) ، والنشر لابن الجزري (٢ / ٢٣٨) ، وإتحاف فضلاء البشر (ص : ١٧٢) ، والسبعة في القراءات (ص : ٢٠٢).
(٢) معاني الزجاج (١ / ٣٨٥).
(٣) وفيه أيضا وجه ضعيف ، وهو أن يكون نعتا ل" العباد" ؛ لأن فيه تخصيصا لعلم الله تعالى ، وهو جائز على ضعفه (انظر : التبيان ١ / ١٢٨ ، والدر المصون ٢ / ٣٨).
(٤) أخرجه الثعلبي (٣ / ٣٠).