من المسجد.
وقال غيره : يقال للمسجد محراب ، ومنه : (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ) [سبأ : ١٣] ، أي : مساجد.
وأظنّ الشاعر أراد ذلك في قوله :
جمع الشجاعة والخشوع لربه |
|
ما أحسن المحراب في المحراب (١) |
قال ابن إسحاق : ضمّها إلى خالتها أم يحيى ، حتى إذا شبّت وبلغت مبلغ النساء بنى لها محرابا في المسجد ، لا يصعد إليها غيره ، فكان يأتيها بطعامها وشرابها ودهنها كل يوم (٢).
قال ابن عباس : كانت تصلي في غرفتها الليل والنهار.
وقال مقاتل (٣) : كانت مريم إذا حاضت أخرجها إلى منزله تكون مع خالتها أم يحيى (٤) ، فإذا طهرت ردها إلى بيت المقدس.
ويروى عن ابن عباس : أنها لم تكن تحيض (٥).
قال الربيع بن أنس : كان زكريا إذا خرج أغلق عليها سبعة أبواب ، فإذا دخل وجد عندها رزقا (٦).
قال ابن عباس : هو ثمار الجنة ، كان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف ،
__________________
(١) انظر البيت في : وفيات الأعيان (١ / ٤٠٩) ، وروح المعاني (٣ / ١٣٩ ، ٢٢ / ١١٨).
(٢) أخرجه الثعلبي (٣ / ٥٧). وذكره السيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٨١) عن ابن عباس.
(٣) تفسير مقاتل (١ / ١٦٧).
(٤) واسمها : أيليشفع بنت عمران ، كما في تفسير مقاتل ، الموضع السابق.
(٥) ذكره ابن الجوزي في زاد المسير (١ / ٣٨٧) من قول السدي.
(٦) أخرجه الطبري (٣ / ٢٤٥) ، وابن أبي حاتم (٢ / ٦٤٠).