وفاكهة الصيف في الشتاء (١).
فلما عاين زكريا هذه الآية : (قالَ يا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هذا) أي : من أين لك هذا الرزق الموجود في غير زمانه؟ الواصل إليك والأبواب مغلقة عليك؟ (قالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ).
وقوله : (إِنَّ اللهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) جائز أن يكون من تمام كلامها ، وجائز أن يكون ابتداء كلام من الله. وقد سبق تفسيره.
ويروى : أنها تكلمت وهي صغيرة (٢) كما تكلم عيسى في المهد. وفيه بعد لما سنذكره عن قريب إن شاء الله تعالى (٣).
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (٣٨) فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (٣٩) قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاء (٤٠) قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّيَ آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزًا وَاذْكُر رَّبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ) (٤١)
__________________
(١) أخرجه الطبري (٣ / ٢٤٤). وذكره الماوردي (١ / ٣٨٨) ، والسيوطي في الدر المنثور (٢ / ١٨٦) وعزاه لابن جرير.
(٢) انظر : زاد المسير (١ / ٣٨٠).
(٣) عند الآية رقم : ٤٦ من هذه السورة.