خراسان (١) ، وأبو ثور (٢).
وادّعى بعض العلماء الإجماع في هذه المسالة ، نظرا إلى قصة جرت بين أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهي : أن عبد الله بن جعفر اشترى أرضا سبخة بستين ألف درهم ، فغبن فيها ، فأراد عليّ أن يحجر عليه ، فأتى ابن جعفر إلى الزبير ، فقال : إني اشتريت كذا ، وإن عليا يريد أن يأتي أمير المؤمنين عثمان ، فيسأله أن يحجر عليّ ، فقال الزبير : أنا شريكك في البيع ، فقال عليّ لعثمان : إن ابن جعفر اشترى كذا وكذا فاحجر عليه ، فقال الزبير : أنا شريكه ، فقال عثمان : كيف أحجر على رجل شريكه الزبير (٣)؟.
وشذّ أبو حنيفة فقال : لا حجر عليه ، وإن كان أفسق الناس ، وأشدهم تبذيرا ، وتابعه على ذلك زفر (٤) ، ويقال : هو مذهب إبراهيم النخعي (٥).
قوله تبارك وتعالى : (وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا) هما مصدران في
__________________
(١) إسحاق بن إبراهيم بن مخلد الحنظلي ، المعروف بابن راهويه المروزي ، وهو من سادات زمانه فقها وعلما وحفظا ونظرا ، وممن صنف الكتب. توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين (التقييد ص : ١٩٥ ، والثقات ٨ / ١١٥).
(٢) إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي ، أبو ثور الفقيه ، كان أحد الثقات المأمونين ومن الأئمة الأعلام في الدين. توفي سنة أربعين ومائتين (تاريخ بغداد ٦ / ٦٥).
(٣) أخرجه الشافعي في مسنده (ص ٣٨٤) ، والبيهقي في السنن الكبرى (٦ / ٦١). قال ابن الملقن في الخلاصة (٢ / ٨٤) : رواه الشافعي والبيهقي بإسناد حسن.
(٤) زفر بن الهذيل بن قيس العنبري ، الفقيه ، كان ثقة مأمونا ، وتفقه بأبي حنيفة. توفي سنة ثمان وخمسين ومائة (سير أعلام النبلاء ٨ / ٣٨ ، والثقات ٦ / ٣٣٩).
(٥) انظر : الهداية (٣ / ٢٨١) ، والمغني (٤ / ٣٠٣).