قوله تعالى : (نَصِيباً مَفْرُوضاً) منصوب على الاختصاص بإضمار" أعني" ، أو حال (١).
وقال الأخفش (٢) : هو نصب على [معنى] (٣) : جعل لهم نصيبا ، والآية تدل عليه ، لأن قوله : (لِلرِّجالِ نَصِيبٌ ، وَلِلنِّساءِ نَصِيبٌ) يدل على معنى : جعل لهم نصيبا.
والمفروض : الذي فرضه الله ، وهو آكد من الواجب.
قوله : (وَإِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ) يعني : قسمة المواريث ، (أُولُوا الْقُرْبى) يريد : أقرباء الميت الذين لا يرثون.
(فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ) خطاب للورثة ، حضّهم الله على الرّضخ (٤) لأقاربهم تطييبا لقلوبهم ، والضمير في «منه» لما يقسم ، أو يعود إلى قوله : «مما ترك الوالدان» ، وغير مستبعد أن يعود الضمير إلى «نصيبا» ، ولم أر أحدا ذكره.
والأكثرون على أنه أمر استحباب ، إذ لو كان فريضة لحدّ وقدّر ، كما في سائر الحقوق.
وذهب قوم ـ منهم : مجاهد وابن سيرين ـ : إلى أنه أمر إيجاب (٥).
ثم اختلف القائلون بالوجوب في والي اليتيم هل يرضخ من ماله؟
__________________
ـ (ص : ١٤٨) ، والثعلبي في تفسيره (٣ / ٢٦٠ ـ ٢٦١) ، وابن الجوزي في زاد المسير (٢ / ١٨).
(١) انظر : التبيان (١ / ١٦٨) ، والدر المصون (٢ / ٣١٥).
(٢) انظر : معاني الأخفش (ص : ١٥٣) ، والوسيط (٢ / ١٥).
(٣) زيادة من الوسيط (٢ / ١٥).
(٤) رضخ له من ماله : أعطاه. والرّضخ : العطاء القليل (اللسان ، مادة : رضخ).
(٥) أخرجه الطبري (٤ / ٢٦٤) ، وابن أبي حاتم (٣ / ٨٧٤) ، والثعلبي (٣ / ٢٦١) كلهم عن مجاهد.