شُرَكاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ ما فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَما يَفْتَرُونَ)(١٣٧)
قوله تعالى : (وَكَذلِكَ) أي : ومثل ذلك الفعل القبيح.
(زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ) قال الحسن ومجاهد : «شركاؤهم» : شياطينهم (١).
وقال قتادة : شركاؤهم في الشرك (٢).
وقال الزجاج (٣) : سدنة الأصنام ، زيّنوا لهم قتل أولادهم بوأد البنات خشية الفقر والنحر للآلهة.
قال ابن السائب : كان أحدهم يحلف إن ولد له كذا وكذا غلاما لينحرنّ أحدهم ، كما حلف عبد المطلب (٤).
__________________
(١) أخرجه الطبري (٨ / ٤٣) ، وابن أبي حاتم (٤ / ١٣٩٣) ، ومجاهد (ص : ٢٢٤). وذكره السيوطي في الدر (٣ / ٣٦٣) وعزاه لعبد بن حميد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبي الشيخ.
(٢) الماوردي (١ / ١٧٤) ، وزاد المسير (٣ / ١٣٠).
قال ابن الجوزي : وللمفسرين في المراد ب" شركائهم" أربعة أقوال :
أحدها : أنهم الشياطين ، قاله الحسن ومجاهد والسدي.
والثاني : شركاؤهم في الشرك ، قاله قتادة.
والثالث : قوم كانوا يخدمون الأوثان ، قاله الفراء والزجاج.
والرابع : أنهم الغواة من الناس ، ذكره الماوردي.
وإنما أضيف الشركاء إليهم لأنهم هم الذين اختلقوا ذلك وزعموه.
(٣) لم أقف عليه في معاني الزجاج. وقد عزا ابن الجوزي النص إليه في : زاد المسير (٣ / ١٣٠).
(٤) الماوردي (١ / ١٧٤ ـ ١٧٥) ، وزاد المسير (٣ / ١٣٠).